نداء إلى محافظ الظاهرة

 

سالم بن نجيم البادي

يدرك أهالي وادي الحريم وقريتي هليب ووادي العقيبة في ولاية ينقل أنه قد يكون من غير المناسب توجيه هذا النداء على صفحات الجريدة أو عبر مقال، ولكنهم فعلوا ذلك أولا لثقتهم في جريدة الرؤية الرائدة والحاضرة دوما مع المواطن لإيصال مطالبه وقضاياه إلى صناع القرار؛ وهي صوت المواطن في كل أرجاء الوطن.

وثانيا أنهم قد أعيتهم الحيلة ونفذ صبرهم وبحت أصواتهم وهم يطالبون بتعبيد الشارع المؤدي إلى قراهم طيلة 52 عاما من الانتظار المر والوعود التي تتكرر كل عام، ومع بداية كل سنة جديدة تشرئب الأعناق  بحثا عن علامات حمراء تشير إلى التخطيط وبدء العمل، لكن لا شيء جديدًا، فالشارع الترابي كما هو! الحجارة الحادة والغبار المتطاير والنتؤات التي تكونت بسبب تأخر تمهيد أو تسوية أو مسح الطريق الترابي وهذا التمهيد يتأخر لعدة شهور والأسباب أن الشركة التي أسند إليها تمهيد الطريق الترابي لم تحصل على مستحقاتها المالية أو أن المعدات متعطلة أوزحمة العمل في أماكن أخرى وخاصة بعد هطول المطر وجريان الأودية وما يسمى محليا بـ"الجرجرة"، وهي المطبات التي تتكون من الحجارة والتراب بسبب طول استخدام الطريق دون تمهيد وهذه المطبات تكون سبباً في تلف السيارات السريع بعد فترات وجيزة من الاستخدام.

ولو جمعت رسائل المطالبات بتعبيد الشارع لملأت مجلدا ضخما، أما المرات التي ذهب فيها أهالي هذه القرى إلى مسقط للمطالبة برصف الشارع؛ فهي لا تعد ولا تحصى خلال تلك السنوات الطويلة.

وكنت قد أعلنت التوقف عن الكتابة في موضوع الشارع والخدمات الأخرى في وادي الحريم والقرى التابعة له بعد عدة مقالات ذهبت كلها أدراج الرياح بلاجدوى، لكن إلحاح بعض أهالي هذه المنطقة جعلني أتراجع وأكتب. وقد بلغ اليأس عندهم الدرجة التي تساءلوا فيها: لماذا هذا التجاهل والإهمال؟ وبعضهم حاول إقناع كل سكان الوادي الرجال والنساء والأطفال للذهاب معاً للمطالبة برصف الشارع أو جمع توقيعات أهل وادي الحريم وقريتي هليب وادي العقيبة والذهاب بها إلى جهات عليا.

سكان هذا الوادي وهذه القرى قالوا: بيوتنا نبنيها بجهودنا الذاتية ومساجدنا ومجالسنا العامة كذلك والماء يصل إلينا عبر صهاريج نقل الماء وهو في الغالب لا يكفي، وأجهزة الإنترنت قمنا بتركيبها مقابل مبالغ مالية ندفعها شهريا من جيوبنا، ومزارعنا نعتني بها وحدنا، دون مساعدة الجهات المعنية، وحيواناتنا نهتم بها ولا أحد يدعمنا أو يهتم بمراقبة أسعار الأعلاف الحيوانية المرتفعة،  ولا بأس نتحمل كل ذلك كما يفعل غيرنا. لكن ما عسانا أن نفعل في شأن تعبيد الشارع وبناء السدود، لا تنتظروا منا جمع الأموال لتعبيد الشارع وبناء السدود مع الحاجة الملحة لبناء السدود لطول فترات انقطاع المطر، وما يعقب ذلك من الجفاف والقحط، وأنتم تعلمون بأحوالنا المالية..

فإلى متى سوف يستمر هذا الوضع ونحن نتوسل أصحاب الشأن ونذل أنفسنا على أبوابهم وتتقاذفنا جهات عدة ولجان مختلفة، فسعادة المحافظ يحيلنا إلى لجان الولاية برئاسة والي ولاية ينقل، والوالي يعدنا خيرًا، لكن هذه الوعود كما هي منذ 52 عامًا، مجرد وعود لم تتحقق حتى الآن!!

ثم أين العدالة في توزيع حصة الولاية من مساحات التعبيد التي تعطى إلى الولاية؟ أين يتم توزيعها؟ ومن المسؤول عن التخطيط لها؟

تدور أحاديث حول وجود المحاباة، خلال تعبيد الطرق في الولاية، وعدم النظر الى الأولويات حين تذهب الى أماكن أقل أهمية وأقل كثافة سكانية!

هذه تساؤلات ونداءات ومناشدات إلى سعادة محافظ الظاهرة، يأمل سكان وادي الحريم وقريتي هليب ووادي العقيبة، أن تجد آذانًا صاغية هذه المرة، مع وجود الصلاحيات اللازمة عند المحافظ والاستقلال المالي للمحافظة، وبدء تطبيق اللامركزية التي أكد عليها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه-.

وفي الختام، نوجه خالص التقدير والاحترام لكم سعادة محافظ الظاهرة..

محبكم ضحي!