جولة جديدة من المفاوضات اليوم.. وبريطانيا تضع 6 بنود لإنهاء الأزمة

اتهامات أوكرانية لروسيا بـ"الإرهاب" وأمريكا تتحدث عن "جرائم حرب".. وموسكو تتوعد بـ"عواقب غير مسبوقة"

11 يوما تحت القصف والضغط

◄ مطالبات بزيادة الضغط الاقتصادي على روسيا.. و"فيزا" و"ماستر كارد" تعلقان عملياتهما

◄ السفير الروسي لدى واشنطن: الخطاب المعادي لموسكو بلغ مستوى "غير معقول"

◄ المفوضية الأوروبية: أوروبا تشهد أكبر موجة نزوح منذ الحرب العالمية الثانية

 

عواصم - الوكالات

دخلتْ الحربُ التي تشنُّها روسيا على أوكرانيا، أمس، يومها الحادي عشر، وسط مُؤشِّرات حول إمكانية شن القوات الروسية هجومًا واسعًا للسيطرة على العاصمة كييف. بينما قال مفوِّض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 1.5 مليون شخص عبروا من أوكرانيا إلى دول الجوار في 10 أيام.

وفي أحدث تطورات الأزمة هناك، وصف مبعوث أوكرانيا لدى الولايات المتحدة روسيا بأنها "دولة إرهابية"، مناديًا بضرورة معاملتها على هذا النحو. واتهمت الاستخبارات العسكرية البريطانية روسيا باستهداف المناطق السكنية الأوكرانية "بنفس طريقة استهداف الشيشان وسوريا".

وفيما أكَّدت القوات الأوكرانية إسقاط طائرات روسية وأسر عدد من طياريها في ميكولايف وتشيرنيهيف، تبادلت كييف وموسكو الاتهامات بإفشال خطة لإجلاء المدنيين من مدينة ماريوبول المحاصرة. واتهمت وزارة الداخلية الأوكرانية روسيا، بعرقلة المحاولة الثانية لتوفير ممر إنساني لإجلاء سكان ماريوبول، بسبب مواصلة القصف.

وبدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واثقا من أن العمليات العسكرية التي تشنها قواته ستحقق أهدافها. ومن جانبه، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مواطنيه بالمناطق التي سيطر عليها الروس للتظاهر والمقاومة، في وقت أُعْلِن فيه عن جولة جديدة من المفاوضات ستُعقَد بين الطرفين اليوم الإثنين.

 

جرائم حرب

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إنَّ الطائرات الأمريكية لن تُحلِّق ضد الطائرات الروسية، وأن بلاده لن تنشر جنودها على الأرض في أوكرانيا. وتابع بلينكن: "نوثق التقارير عن الأحداث في أوكرانيا، ونتأكد من إجراء المنظمات المعنية تحقيقات بشأن ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا". وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنَّ بلاده تسعى للتوصل لاتفاق مع بولندا لتزويد أوكرانيا بطائرات حربية.

وقال بلينكن في مؤتمر خلال زيارة إلى مولدوفا: إنَّ الولايات المتحدة "تعمل جاهدة" للتوصل إلى اتفاق مع بولندا لتزويد أوكرانيا بطائرات حربية. وأضاف: "لا يمكنني التحدث عن جدول زمني، لكن يمكنني القول إننا نتعامل مع الأمر بشكل نشط جدا".

ومن جهته، قال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف إنَّ عواقب غير مسبوقة ستترتب على محاولة التدخل المسلح الخارجي في العملية الروسية بأوكرانيا، مضيفا أن الخطاب المعادي لروسيا في الولايات المتحدة بلغ مستوى غير معقول. مشيرًا إلى أنَّ شعارات المسؤولين الأمريكيين أصبحت غير مسؤولة واستفزازية ومحفوفة بالمخاطر على الأمن الدولي.

ودعا السفير الروسي لدى واشنطن المشرعين الأمريكيين للعودة إلى العقل والدخول في حوار بدلا من نشر رهاب روسيا، كما أعرب عن استعداده للقاء أي سياسي أمريكي بما في ذلك المشرعون لبحث سبل تعزيز الاستقرار الاستراتيجي.

وفي المقابل، ترى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنَّ العقوبات التي تم فرضها على القيادة والاقتصاد الروسيين "أحدثت تأثيرا كبيرا".. مشيرة إلى أنَّ موجة النزوح من أوكرانيا أكبر أزمة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

 

خطة جونسون

وطرح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، خطة من 6 بنود لدعم أوكرانيا في الحرب التي تشنها عليها القوات الروسية، داعيا إلى حشد تحالف دولي إنساني يحقق وقفا لإطلاق النار، ويسمح للمدنيين بالخروج عبر ممرات آمنة. وطالب جونسون بزيادة الضغط على روسيا عبر العقوبات الاقتصادية؛ بحيث تتضمن منع أي بنك روسي من الاستفادة من نظام سويفت. كما طالب بتقديم المزيد من الدعم العسكري للحكومة الأوكرانية للدفاع عن نفسها، مع الانفتاح على أي حلول دبلوماسية تساعد في خفض التصعيد.

وأكد جونسون على ضرورة دعم مولدوفا وجورجيا والدول المعرضة لخطر ما أسماه "الغزو الروسي" لتعزيز الأمن الأوروبي الأطلسي.

وعلى جانب آخر، قالت وزارة الداخلية الروسية إنَّ 4000 شخص شاركوا في مظاهرات غير مرخصة في موسكو وسانت بطرسبرغ تم اعتقال 2500 منهم، فيما نشرت سلطات مدينة أوديسا أنه تم إسقاط طائرة روسية فوق البحر الأسود بالقرب من أوديسا.

وفي وقت سابق من يوم أمس، قال الكرملين إنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتَّهم متطرفين أوكرانيين بارتكاب حادثة وقعت في الثالث من مارس الجاري في محطة زاباروجيا للطاقة النووية في أوكرانيا.

وسأل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوتين -عبر الهاتف- عن حريق في أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا. وقال الكرملين: "أبلغ فلاديمير بوتين (ماكرون) باستفزاز المتطرفين الأوكرانيين في منطقة محطة الطاقة النووية زاباروجيا.. مستويات الإشعاع طبيعية". كما اتهم بوتين أوكرانيا بمنع المدنيين من مغادرة ماريوبول. وبحسب وكالة "رويترز" فلم تُفلح محاولات ماكرون وزيارته إلى موسكو في تخفيف حدة التصعيد التي سبقت الهجوم الروسي على أوكرانيا.

 

منطقة حظر جوي

وقال الرئيس الأوكراني إنَّ الجيش الروسي دمر مطار فينيتسيا بشكل كامل، ويحضِّر لقصف مدينة أوديسا جنوبي البلاد، مطالبا بفرض حظر طيران فوق أوكرانيا للدفاع عن بلده، كما طالب بإعطاء بلاده طائرات مقاتلة كي تتمكن من الدفاع عن أوكرانيا.

ونقلت وسائل إعلام عالمية عن الأدميرال توني رادكين قائد القوات المسلحة البريطانية، ترجيحاته بأنَّ "فرض حظر جوي في أوكرانيا لن يساعد كييف في الدفاع عن أراضيها"، لافتًا إلى أن الجيش الروسي لا يثبت قوته كما هو متوقع في مواجهة المقاومة الأوكرانية.

ومن جهة أخرى، قالت الرئاسة التركية إنَّ الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ بوتين -في اتصال هاتفي- استعداده للمساهمة في تسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا. وأضافت الرئاسة أن أردوغان أخبر بوتين بأن الوقف الفوري لإطلاق النار سيخفف من بواعث القلق بشأن الوضع الإنساني، كما شدد الرئيس التركي على أهمية إعلان وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية وتوقيع اتفاق للسلام.

وقال الكرملين إن بوتين أبلغ أردوغان أن روسيا مستعدة للحوار مع أوكرانيا والشركاء الأجانب، مؤكدا أن العملية العسكرية في أوكرانيا تسير كما هي مخطط لها ووفق جدولها الزمني، مشددا على أنه لن يتم وقف العملية العسكرية في أوكرانيا إلا إذا تمت الاستجابة للمطالب الروسية.

هذا، ونشرت وسائل إعلام أوكرانية صورًا بالأمس قالت إنها لاشتباكات مع القوات الروسية في إربين غربي كييف، وسط إجراءات أمنية مكثفة وسط العاصمة كييف محفوفة بمخاوف من مخطط روسي جديد للدخول إلى بعض أحيائها. وطالب مستشار الرئاسة الأوكرانية المنظمات الدولية بدعم بلاده بالأغذية والأدوية وسيارات الإسعاف.

وذكر مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: أنَّ أكثر من 1.5 مليون لاجئ عبروا من أوكرانيا إلى دول الجوار في 10 أيام، معتبرًا إياها أزمة اللجوء الأسرع تفاقما في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

 

عقوبات جديدة

وأعلن البيت الأبيض أنَّ الرئيس جو بايدن رحَّب بقرار شركتي فيزا وماستر كارد تعليق عملياتهما في روسيا، ونقلت وكالة "رويترز" عن مجموعة سبيربنك -التي تضم أكبر البنوك الروسية- أن خدمات فيزا وماستر كارد لا تزال مُفعلة في روسيا، وأن عقوبات الشركتين لن تؤثر على مستخدمي بطاقاتهما في روسيا. فيما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن شركتي فيزا وماستر كارد شكلتا ما مجموعه 74% من مجموع معاملات الدفع في روسيا عام 2020.

تعليق عبر الفيس بوك