إنها الحرب مرة أخرى

على بن بدر البوسعيدي

ما إن قاربت حرب الإنسانية على فيروس كورونا وأوشكت الجائحة على الانتهاء، حتى فاجأتنا الحرب مرة أخرى... لكنها هذه المرة حرب بين بني البشر في شرق أوروبا، وتحديدا في أوكرانيا الحديقة الخلفية لروسيا،  ضمن لعبة صراع الأمم، فهذه الحرب بمأساويتها ومآسيها ليست سوى فصل جديد من الاستنزاف البشري والمعنوي للشعوب.

الحرب التي بدأتها روسيا تحت مبرر الدفاع عن أمنها القومي، ومهما اتفقنا أو اختلفنا على دوافعها، فإنها لا محالة ستفضي إلى أزمة عالمية جديدة، خاصة فيما يتعلق بتطبيق الغرب وأمريكا لعقوبات قاسية من شأنها أن تعزل روسيا عن النظام المالي العالمي، ولا شك أن تداعيات ذلك ستكون عنيفة على الجميع.

إذ إن روسيا دولة مصدرة للنفط والغاز وسلة غذاء للكثير من الدول، خاصة في منطقتنا العربية؛ حيث نستورد كميات كبيرة من القمح والذرة، علاوة على التأثير المباشر على حركة السياحة العالمية؛ حيث إن السياح الروس يشكلون نسبة مؤثرة من حركة السياحة حول العالم. وفي ظل الحظر الجوي المفروض على الطيران من وإلى روسيا، فإن تراجعًا كبيرًا في عدد السياح سيفاقم تحديات هذا القطاع.

وقد أخذت تطورات الحرب بعدا سيئًا جدًا بعدما أعلن الرئيس حالة التأهب النووي وإعطاء الأوامر لقوى الردع الخاصة بالاستعداد، وهنا وفي حالة اشتعال حرب نووية فإن البشرية تكون قد كتبت نهايتها بيدها.

وختاما.. على عقلاء العالم الإسراع لحلحلة الأزمة وإطفاء نيران الحرب المشتعلة، لأننا سنخسر كلنا ما لم تضع الحرب أوزارها.