عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
يكابد تحت أشعة الشمس المحرقة وقد أنهكته الحياة بسنينها من أجل لقمة عيشه التي اضطر للخروج من أجلها بعد سنين من عمره، بينما يسعى آخر لسد رمق نفسه وأهله بعد أن تفوق واجتهد وتخرج ليجد قارعة الطريق ملاذا لانتشاله من فاقته.
ويسعى آخر لتسديد ديونه التي تكالبت عليه بعد تسريحه من عمله بانتظار فك كربته فيخرج للطرقات في طلب رزقه. وهناك أم تبيع على الطرقات من أجل عيالها الذين سجن معيلهم الوحيد.
عشرات القصص تمر بها وأنت تسير في طرقات بلادي الحبيبة يعتصرك الألم على شباب باحثين ومسرحين كبارا وصغارا اضطرتهم الحياة للخروج في البرد الشديد والشمس الحارقة للبحث عن مصدر عيشهم وسداد متطلبات أسرهم.
هؤلاء البائعون الذين نشاهدهم يوميًا ونحن نمر بطرقات معظم الولايات في ظاهرة غير عادية ذكر لي أحد الإخوة عن أحوالهم مشبهاً أمرهم وقال لي:
هذه هي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تدعم الشباب وتوفر مصادر الدخل لهم فها هم متوزعون يبيعون كل ما تحتاجه من طعام وشراب وكماليات وذلك من قلة ما باليد وسترا لعائلتهم حتى لا يسألون النَّاس؟
ظاهرة تزداد يومًا بعد يوم بلا حلول جذرية لهم وعائلاتهم تنبئ بحالهم وما يعانيه هؤلاء من أجل إيجاد مصدر رزقهم يوميا؟
فقد صارت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي المؤسسات التي تقع على قارعة الطرق فلا حل لهم إلا ذلك من خريجين ومتقاعدين بمرتبات بسيطة وممن تم فصلهم أو تسريحهم من العمل لأنهم لا طاقة لهم لفتح مشاريع تحتاج للمال.
إنني أناشد جهات الاختصاص بدراسة أحوال تلك الفئات ودراسة إيجاد تسهيلات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لكي يتشجع الشباب نحو ريادة الأعمال وبناء الوطن بكل اقتدار، فكفانا بيعاً على قوارع الطرقات ومشاهدة تلك الفلذات التي درست لتبني عُمان وتفيد وطنها في مجال دراستها وكذلك تلك الأسر التي خرجت من أجل لقمة عيشها فلا مجال أمامها سوى قارعة الطريق.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وفرج همم المُعسرين بإذن الله.