"أوميكرون" ووسائل الإعلام

ناجي جمعة سالم البلوشي

من المؤكد أن كثيرًا من دول العالم ستحذو حذو بعض الدول الأوروبية من خلال تخفيف وإلغاء الإجراءات والقيود الاحترازية المفروضة على مواطنيها بسبب الجائحة العالمية، وقريبا سيعتبر- على المستوى العالمي- المتحور أوميكرون هو نهاية الجائحة؛ باعتباره المستوطن من تلك الفيروسات، وذلك لأنه الأكثر والأوسع انتشارا بين دول العالم، لكنه الأقل تأثيرا من حيث الوفيات والترقيد في المستشفيات.

ولكون الإصابة به تسبب الأعراض الخفيفة المتشابهة إلى حد ما مع باقي الفيروسات الشتوية التي تصيب الإنسان في كل مكان بالعالم ولا يعاني المصاب بها كثيراً مما عاناه  من سابقيهم في إصابته بفيروس كورونا أو المتحور دلتا. مثل هذا القرار ستتخذه سلطنة عمان حالها كحال باقي دول العالم فهي في محيط العالم وليست بمنأ عنه، وعسى أن يكون هذا قريبا، فقد صرح معالي الدكتور أحمد السعيدي وزير الصحة في لقاء إذاعي لدى قناة "بي بي سي" العربية قبل أيام لمذيعها عند سؤاله له لماذا تتجه سلطنة عمان إلى التشديد في الإجراءات وقد سارت بعض من دول العالم إلى إلغائها؟ وقد رد عليه قائلاً: "إن وضع سلطنة عمان يختلف فالآن نحن في حالة ارتفاع المنحى الوبائي ونتوقع أن نصل إلى الذروة على نهاية هذا الشهر أو في الأسبوع الأول من فبراير، ومن بعدها سنقرر تخفيف الإجراءات الاحترازية مع التقيد ببعضها"، ولأجل بلوغنا هذا الهدف القريب جدا، فنحن بحاجة الى استرداد كل قوانا الإيجابية والتفاؤلية مع التمسك بشيء من الصبر القليل، لهذا نحث إعلامنا على الخوض بنفس السياق وإيجاد ما هو ممكن من رسائل إيجابية في التماسك والتقيد بالصبر؛ لأن الناس قد ملت تلك الرسالة التلفزيونية الدالة على الموت والفقد والنهاية الحتمية من المرض.

كان يتوجب على تلفزيون السلطنة تقديم شيء من الدعم النفسي في الأسلوب والمنطق لما لكل مرحلة من حالة خاصة تقدر محتوياتها بين القوة والضعف، وعلى القائمين على ذلك تقديم ما هو مناسب لهذه المرحلة المفصلية؛ فالأعداد تسجل بالآلاف يوميا ولا يوجد- سوى القليل- في برامجنا شيئا من التوعية لمن يصاب وما يفعله إذا بدت عليه علامات وماهيات الإصابة وما هو المفترض والأوجب عليه اتخاذه والقيام به؛ كالتقيد في المنزل واستشارة الطبيب هاتفيا أو تناول ما هو مناسب من الأدوية أو المأكولات المساعدة على التخفيف والعلاج من المرض، ثم التعافي منه والعودة للحياة الطبيعية، وذلك لما في وسائل التواصل الإلكتروني الكثير من الغثاء القاتل لمن اتخذه شفاء.

كما إن وجود برامج للتخفيف من أسباب القلق النفسي بوضع المواطن في قالب الحدث والواقع ومصارحته بالوضع الحالي الحقيقي سيبدو أفضل له معنويا، فالمعلومات التي بين يديه كثيرة ومتنوعة، ومنها ما هو في عكس اتجاه الإجراءات الاحترازية الصارمة المتبعة كما هو موجود في أوروبا، ولأن الفترة المتبقية ليست بالبعيدة، فإنَّ هكذا أساليب ستزيد من التجاوب المحلي والامتثال للإجراءات الاحترازية لما تبقى من فترة حتى وإن زادت بأسبوع أو أسبوعين، فإننا نقترب من الوصول وليكشف الله تعالى عنَّا الغمة وليرفع البلاء والوباء إنه سميع مجيب.