أحمد بن خلفان الزعابي
يُعد حزام الأمان أحد وسائل السلامة بالمركبة، حيث إن مصانع المركبات لا تضعه اعتباطاً كما أنه لا يُعد ملحقاً إضافيًا زائدًا، ولقد أثبتت الدراسات المتخصصة أهمية الحزام لسلامة السائق والركاب.
كما تعتبر سلطنة عُمان من الدول السبّاقة بمنطقتنا في إصدار التشريعات القاضية بإلزامية استخدام حزام الأمان في المركبة، فلقد أصدر المفتش العام للشرطة والجمارك القرار رقم (م.ع/13/1989) بتاريخ 24 أبريل 1989م والقاضي بإلزامية استخدام حزام الأمان، والذي تم تطبيقه في الأول من شهر يناير عام 1990م، وبلا شك فإن لحزام الأمان أهمية بالغة للتخفيف من حجم الإصابات الجسيمة بين الركاب أثناء وقوع حوادث المرور، وعند وقوع أي حادث يتعرض الركاب إلى ثلاث صدمات، الأولى تنتج من أثر اصطدام المركبة بشيء آخر كمركبة أخرى أو جسم ثابت أو حيون سائب، وتحدث الصدمة الثانية بين الركاب أنفسهم والأجزاء الداخلية بالمركبة، كاصطدام السائق بعجلة القيادة أو رأسه بالنافذة أو ارتطام الأشخاص بعضهم ببعض نتيجة تقاذفهم داخل المقصورة في حال عدم ارتدائهم أحزمة الأمان، أو بسبب تطاير الأمتعة غير المثبتة داخل المركبة، أما الصدمة الثالثة فتحدث عندما ترتطم أجزاء الجسم الداخلية بجدار الصدر أو بالهيكل العظمي، وتتحمل الصدمة الثانية المسؤولية الأكبر عن حدوث الإصابات وهي في ذات الوقت قابلة للتخفيف بصورة كبيرة إذا ما استخدم السائق والركاب حزام الأمان.
عزيزي السائق..
لعلّ بعض السائقين والركاب لا يرتدون أحزمة الأمان إما لعدم اقتناعهم بأهميتها أو لأية أسباب شخصية تدعوهم لذلك، ولكن هل تساءلت لماذا تخلف حوادث السير إصابات بين الركاب؟ أو ربما سمعت عن إنقذاف بعض الركاب خارج المركبة أثناء الحادث؟ إليك الجواب، حيث إنه ووفقا لقاعدة نيوتن تكون حركة الركاب عند توقف المركبة فجأة بنفس سرعة المركبة ويستمر الركاب الذين لا يضعون أحزمة الأمان والأمتعة غير المثبتة بالحركة داخل مقصورة المركبة حتى تستقر وتتوقف، وقد ينتج عن ذلك قذف المركبة للركاب خارجها خاصة عند تدهورها وخروجها عن مسار الطريق، ولك أن تتصور حجم الإصابات والأضرار التي قد تنتج عما حدث.
وتلعب أحزمة الأمان دورًا فاعلاً في حماية الركاب وتخفض من مستوى الأضرار التي قد تلحق بهم، ولا يمكن في أي حال من الأحوال الاعتماد على الوسائد الهوائية في المركبة دون استخدام حزام الأمان حيث يحد الحزام من ارتطام الركاب المباشر بالأجزاء الداخلية للمركبة ويعمل كذلك على توزيع قوى التصادم على الأجزاء الأكثر قوة في الجسم البشري وتمنع من إنقذاف الركاب خارج المركبة وتمنع من ارتطام الركاب بعضهم البعض داخل المقصورة، حتى إنه من الضروري جدًا وضع المرأة الحامل لحزام الأمان سواء كانت سائقة أو راكبة، ولقد أكدت الهيئة الفنية الألمانية لمراقبة الجودة بأن سياقة المرأة الحامل للمركبة مع استخدامها لحزام الأمان لا يُمثل أية مشكلة ويجب توخي الحيطة والحذر لحماية الجنين وينصح الخبراء بوضع المرأة الحامل للحزام ثلاثي نقاط التثبيت وهو الشائع لدينا بسحب الحزام فوق الكتف ويمر بشكل عرضي على الجزء العلوي من الجسم ويتم تمرير الجزء السفلي من الحزام على منطقة الحوض أسفل البطن لكي لا يشكل أي ضغط على الجنين داخل بطن أمه وبالتالي يوفر أقصى درجات الحماية للمرأة الحامل.
عزيزي القارئ..
لابُد من أنك قد أدركت الآن الغاية التي وجد حزام الأمان لأجلها ويُعد استخدامه أمانا وحماية للسائق والركاب وهو سبب بعد الله سبحانه وتعالى للتخفيف من الأضرار فيما لو وقع حادث سير مروري، ولابد لنا من الأخذ بأسباب السلامة أثناء استخدام المركبة واتباع تعليمات وإرشادات المرور حماية لأنفسنا وبقية مستخدمي الطريق.
