"بُذور البُرتقال الخمس"

 

أنيسة الهوتية

"كَانَ الجَو صَحوًا في صَباحِ اليَومِ التَالي وَالشَمسُ المُشرِقةُ تَتسَللُ أشعتُها عَبر حِجابٍ رَقيقٍ مِن الضَبابِ يُحيطُ بِالمدينةِ العَريقة، وَكانَ شِرلوك هولمز يتناولُ إفطارهُ حيَن دَخلتُ عَليهِ فبادرنيِ قائلاً: أعذرني لأننيِ لَم أنتظرِكَ، فأماميِ يَومٌ حَافلٌ بِالبَحثِ فيِ قَضيةِ الشَابِ أوبنشو كَما أظن.

سألتهُ قَائلاً: ماَهيِ الخَطواتُ التي ستتخِذُها؟

-هذا سيعتمدُ إلى حَد كَبير على نتَائج تَحقيقاتي الأولية، وَقَد أضطرُ إلى الذهابِ إلى هورشام على أيةِ حال. 

-ألن تَذهب إلى هُناكَ أولاً؟

-بَل سأبدأُ مِن المَدينة. إقرع الجَرس وستأتيكَ الخادمةُ بالقهوة.

وبينما كُنتُ أنتظرُ القهوة رفعتُ الجريدة غير المفتوحة عن الطَاولة وألقيتُ عَليها نظرةً سَريعة لأتوقفَ عِندَ عنوان بعثَ القشعريرة في قَلبي فصِحتُ قائلاً: هولمز، لقد تأخرتَ جِدا!

   هتفَ قائلا بانفعال: آه، لقد كنتُ أخشى ذَلك!

كَيفَ تَم الأمر؟

كانَ يتكلمُ بِهدوء وَلكن وضح أنهُ قد تأثر جِدا.

التقطت عيناي اسم أوبنشو وكان العنوان (مأساةٌ قرب جسر واترلو)، وكانَ التقرير يقول:......".

مَن أرادَ أن يعرفَ تفاصيل التقرير فليقرأ روايةَ "بذور البرتقال الخمس" للكاتب الإنجليزي آرثر كونان دويل، وهِي القصة الخامسة من سلسلة مغامرات شرلوك هولمز الرائعة. واسم الكاتب يُخبرنا الربط بين المحققين العالميين الأكثر شهرة في عالم الروايات البوليسية.

أما عن هذا المقال وعنوانه، فإنه ليس عن كُلِ ماَ ذُكِرَ آنفًا إنما عَن فوائد بذور البرتقال التي لو عَلِمها الإنسان لما رمى بها أبدًا. وَعَن نفسي بدأت آكل بذور البرتقال معها بعدما كُشفت لي كُل تِلك الأسرار السحرية العظيمة، والتي لو كُنا نأكلها منذ طفولتنا إلى هذا العمر الذي وصلنا إليه لَكُنا اتقينا شَرَ أمورٍ صحيةِ وَصَل إليها البَعض مع التقدم في العمر.

ولنستعرض هُنا أول عشر فوائد لبذور البرتقال:

1- تتوفر بها كمية وفيرة من "فيتامين سي" والتي تساعد في إزالة الجذور الحُرة من الحمض النووي للإنسان والتي يعود لها السبب بجعل الحمض النووي عرضة للإصابة بالسرطان فبالتالي هي تُساعد على الوقاية من الإصابة بالسرطان خاصةً الرئة، والجلد، والثدي بسبب مُركَب "دي- ليمونين".

2- أما الأحماض النخامية الزيتية واللينولية فتزيد مستويات الطاقة بالجسم وتطرد الكسل والخمول، فبالتالي هي أفضل من أغلب مشروبات الطاقة.

3- ولاحتوائها على فيتامين ب 6، المُحفز لإنتاج الهيموجلوبين والماغنيسيوم اللذينِ يلعبانِ دورًا مهمًا في ضبطِ ضغط الدم.

4- وبالتأكيد "فيتامين سي" المضاعف مع مضادات الأكسدة يعودُ لهما تعزيز مناعة الجسم.

5- ولاحتوائها على نوعين من الألياف القابلة وغير القابلة للذوبان، فإنها تساعد الأمعاء في أداء وظيفتها بسلاسة وتمنع متلازمة القولون العصبي.

6- مادة الـ"ليمونويدز" الكيمائية النباتية تخفض كثافة الكوليسترول السيئ.

7- ومضادات الأكسدة تحسن البشرة وتحميها من الشيخوخة السريعة -للنساء خاصة كلوا بذور البرتقال-

8- مادة البيوفلافونويد مع "فيتامين سي" يدعمان صحة الشعر ويعززان الدورة الدموية في فروة الرأس وحمض الفوليك يساعد في تسريع نمو الشعر وَتقويةِ جذوره.

9- وطبعاً ليس الجزر فقط مقوٍ للنظر بل أيضاً البرتقال وخاصة البذور التي تحتوي على مركبات الكاروتين والتي تمنع الضمور البقعي.

10- وفي النهاية هي تحافظ على مستوى السكر في الدم.

وَلَن نَذكر فوائد البرتقال؛ لأنها معروفة للجميع ولكن بذور البرتقال فوائدها أكبر وأكثر، والخوف الوحيد من هذا المقال أن يزيد سعر البرتقال في الأيام القادمة لأننا تعودنا أن كل شيءٍ مُفيد وصحي يعلو سعره خاصة عندما ينشط سوقه وإن كانَ ليسَ باهظًا.

ومَع الأحداث السريعة الحزينة والسعيدة المتداخلة ببعض، أخيرًا استطعت أن أكتب مقالًا مُحايدًا عن كل شيء، وهذا بالنسبة لي إنجازٌ بعدما تشتت مشاعري وأفكاري عن الكتابة.