عاداتنا والجائحة

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

تُشكل العادات والتقاليد العُمانية الأصيلة جزءًا لا يتجزأ من ثقافة الإنسان العُماني على مر الزمان وبالرغم من أن لكل شعبٍ من شعوبِ الأرض عاداتهُ الخاصة إلا أن عادات أبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بصفة عامة وعادات الشعب العُماني بصفة خاصة نابعة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

ونتميزُ نحن العُمانيين بعاداتٍ حميدةٍ توارثناها عبر الأجيال عن أسلافنا فنجدُ المصافحة بالأيدي هي أوَّل ما نستقبل به الضيف بعد رد السلام وإن كان هذا الضيف غاليًا أخذناهُ بالأحضان بل في بعض محافظات سلطنة عُمان وفي بعض دول الخليج العربية الشقيقة نتشابه في عادة تقبيل الأنف (الخشوم) وتأتي بعد ذلك مراسم إكرام الضيف والجلوس على مائدة مشتركة لتناول الطعام سوياً، كما لدينا العديد من العادات الرائعة كالاحتفال بالأعيادِ والمناسبات الدينية والأيام الوطنية وهذه جميعها لا تحلو وليس لها أي طعم بدون تجمعات الناس من حضرٍ وبدوٍ، وهذا ما لا يتناسب والإجراءات الإحترازية التي لابد لنا من الأخذ بها لنتجاوز جائحة كورونا (كوفيد-19) ومتحورها الجديد أوميكرون الذي يجد في التجمعات البشرية البيئة المناسبة للانتشار وسرعة انتقال العدوى، وبالرغم من أن عاداتنا التي نعتز بها تعتبر ممارسة حميدة ولها دلالاتٍ عميقة جدًا، ولكن للظروف أحكام.

"أوميكرون" ذلك المتحور الذي تم تسجيله لأول مرة على مستوى العالم خلال شهر نوفمبر من العام المنصرم 2021 في عدد محدود من دول العالم، وبعد أن كُنّا قد تنفسنا الصعداء مع تلقي نسبة كبيرة من سكان السلطنة لجرعتي اللقاح، وبعد أن عادت مظاهر الحياة إلى طبيعتها تدريجيًا مع التزامنا بالإجراءات الاحترازية، نجد أنَّ المتحور الجديد أوميكرون بدأ في تقييد حركة الناس على مستوى العالم أجمع فهناك دول أوقفت الاحتفال بأعياد الميلاد واحتفالات رأس السنة الميلادية وهنالك دول أخرى اتخذت إجراءات أكثر صرامة لتقييد حركة الناس بالإضافة إلى أن بعض دول العالم ومنها الدول العربية بدأت في حظر دخول بعض الجنسيات إليها وذلك حفاظًا على موطنيها من تفشي العدوى بالمتحور الجديد أوميكرون.

وبما أن وزارة الصحة بدأت تسجل حالات إصابات جديدة بفيروس كورونا وبما أن مؤشر ارتفاع الحالات يتجهُ نحو الصعود ولو ببطء في الوقت الحالي على الأقل، فلا بُد لنا كمواطنين ومقيمين على أرض السلطنة من المسارعة بأخذ الجرعة الثالثة المنشطة من اللقاح، ودحض كافة الشائعات حول عدم مأمونيتها، إضافة إلى ضرورة التكاتف في تطبيق الإجراءات الاحترازية التي نعيها ونعرفها تمام المعرفة؛ لأننا اعتدنا عليها خلال الفترات السابقة، وما تكاتفنا مع الجهات الرسمية المختصة لمجابهة انتشار العدوى بالمتحور الجديد، إلا تلافيًا منِّا لتقييد حركة الأفراد والمركبات وإغلاق الأنشطة التجارية ومنع إقامة صلاة الجماعة في المساجد لا قدر الله والتي لا نحبذها جميعاً، لأنه في حال التراخي في الالتزام بالإجراءات الاحترازية من قبل الأفراد والمؤسسات قد يعيدنا للمربع الأول والذي معه ستتخذ الجهات الرسمية المختصة إجراءات تقييد الحركة للحفاظ على سلامة وحياة السكان.

وتبقى عاداتنا العُمانية الأصيلة هي الأجمل وإن تراخينا في التزامنا بها بصفة مؤقتة بسبب ظروف الجائحة إلا أنه بالتزامنا بالإجراءات الاحترازية سنتجاوز هذه المحن والصعاب وبكل تأكيد فإننا سنتمسك بعاداتنا وتقاليدنا وستظل قائمة عبر الزمان ومتوارثة عبر الأجيال.