الكرة

 

وليد بن سيف الزيدي

من النظرة الأولى لعنوان هذا المقال قد يتبادر إلى أذهان البعض أنَّ الحديث سيكون عن مجريات مباراة كرة قدم في الدوري الأوروبي مثلًا، لكن الأمر ليس هكذا، فهو أعمق من ذلك من حيث السعي إلى تحقيق مصلحة الفرد والمجتمع.

إذن.. فما سبب اختيار هذا العنوان؟!

سبب اختيار هذا العنوان "الكرة" لهذا المقال؛ نظرًا لما يحتويه من فكرة جيدة يمكن الاستفادة منها في واقع الحياة الذي نعيشه. وحيث من المعلوم لدى الجميع أن الكرة ليس لها ثبات عند لاعب واحد، وإنما يتم تداولها بين اللاعبين سواء أكان ذلك في كرة القدم أو الطائرة أو السلة أو التنس من بداية اللعب وحتى نهايته. ونضرب مثالًا على ذلك من خلال كرة القدم بما أنها الأكثر شعبية من غيرها، حيث يتم تداولها بين اللاعبين بداية من الحارس مرورًا إلى الدفاع ثم إلى الوسط وحتى تصل إلى الهجوم. وتستمر هذه العملية طيلة زمن اللعب في إطار محاولات عديدة من اللاعبين لتحقيق أهداف الفوز. وبذلك تكون تلك الكرة في تغير دائم لموقعها بين اللاعبين وصاحبها ومسارها وسرعتها وقوة تسديدها.

ومن هنا نستخلص الفكرة ونقول إن حال هذه الكرة في عدم ثباتها كحال بعض المواقف التي تحدث في مختلف جوانب الحياة بين الأفراد والمجتمعات والدول؛ نتيجة اختلاف المكان أو الزمان أو الأفراد أو الأحداث أو الأفكار أو الآراء أو غيرها من مسببات تغير تلك المواقف.

وبما أن تغير المواقف أصبح حقيقة وأمرا طبيعيا بيننا كأفراد ومجتمعات في ظل ما يحيط بنا من متغيرات عديدة قد تسهم في إحداث ذلك التغير في المواقف سواء أكان ذلك التغير من الجانب السيئ إلى الجانب الحسن أو العكس وبغض النظر عن السبب. فكان لابد من وضع العديد من التوقعات والاحتمالات المستقبلية لحدوث تغير متوقع لمثل تلك المواقف مستقبلًا؛ حتى يستطيع الأفراد والمجتمعات التعامل مع هذه التغيرات بشكل جيد ومرسوم له مسبقًا من خلال وضع تلك التوقعات أو الاحتمالات في الاعتبار أثناء بناء تلك المواقف. ومن ثم يتم تقبلها عند تغيرها والعيش معها بشكل طبيعي، مع ضرورة مُراعاة أن ذلك التغير لا يخل بالقيم الأصيلة والحميدة التي اكتسبناها أو تعلمناها في مُجتمعاتنا العُمانية والعربية والعالمية.

ولتوضيح فكرة هذه السطور المكتوبة بشكل أكبر حاول يا أخي العزيز أن تضع هذه التساؤلات التي سأسردها إليك في ذهنك لتجد الإجابة التي يمكن أن تعينك على وضوح هذه الفكرة التي أراد كاتبها إيصالها إليك؛ حتى تستطيع الاستفادة منها وإفادة من حولك بها.

فما رأيك في عبارة الرجال مواقف؟ أليس من الممكن أن يكون موقف الرجل حسناً في موضوع ما فنقول هذه العبارة من باب الثناء أو أن يكون موقفه سيئا فنقولها أيضًا من باب العتاب والإنكار عليه؟ أليس من الممكن أن يتغير موقف الرجل أو المرأة من سيئ إلى حسن أو العكس؟ هل سبق وحصل معك مثل هذا الأمر أو سمعت به من عزيز عليك؟ وما مدى استفادتك منه؟

هل تغير المواقف مقصور على الجوانب الاجتماعية فقط أم أن هناك جوانب أخرى يمكن أن تتغير فيها كذلك كمواقف العمل والتجارة مثلًا؟ هل تغير المواقف يكون لدى الأفراد أم الجماعات أم الاثنين معًا؟ وما أسباب ذلك التغير في المواقف؟ وهل يُمكن اعتبار الوازع الديني والإعلام العالمي أحد أسبابه؟ أليس من الجيد وضع الاحتمالات والتوقعات المستقبلية حول إمكانية تغير المواقف في لحظة بنائها؟ ولماذا؟ ألا يحقق وضع هذه الاحتمالات والتوقعات حول إمكانية تغير المواقف مستقبلًا تقبُل هذا الأمر لدى الطرف الآخر؟ هل يُمكن اعتبار تغير المواقف ظاهرة إيجابية في ظل وجود عدد من المُعطيات العالمية؟ وهل يُمكن التعايش معها مستقبلًا؟

هل من المقبول التعميم بفكرة تقبل تغير المواقف أم أنَّ هناك جوانب أخرى غير قابلة لتغير المواقف فيها؟ وما هي هذه الجوانب؟ هل توجد علاقة بين تداول الكرة بين اللاعبين وتغير المواقف في جوانب الحياة المختلفة؟ وما هي هذه العلاقة؟ إلى أي درجة تتفق معي في هذا المقال؟ هل لديك إضافة أو رأي على ما كُتب هنا من باب التعزيز والاستفادة وتبادل الأفكار؟

والله الموفق.     

تعليق عبر الفيس بوك