شعر/ مصطفى عبد المولى السيد
أَيَا لَحْنَ الْخُلُودِ إِلَى مَوَدَّتِكُمْ
بِوَصْلٍ لِلْهَوَى بَاقٍ وَمُنْسَجِمُ
إِلَيْكَ الْبَحْرُ قَدْ حَارَتْ شَوَاطِئُهُ
فَلَا حَرْفٌ وَلَا لَيْلٌ وَلَا نَجْمُ
صَهِيلُ الحَرْفِ أَيْقَظَنِي فَأَهْدَانِي
رَفِيْقًا كَانَ لِلْهَوْجَاءِ يَقْتَحِمُ
جَسُورٌ لَحْنُ أَشْعَارِي فَأَوْقِدُهُ
بِنُورِ حُرُوفِكَ الْأَسْمَى فَيَبْتَسِمُ
رَحِيْقٌ مِنْ دُنَا ظِلٍ يُبَعْثِرُنِي
فَأَرْنُوْ سَيِّدًا حُرًّا فَأَسْتَهِمُ
زَمَانُ الْعِشْقِ أَغْرَانِي بِمُلْهِمَتِي
فَسِرْتُ إِلَى مَدَائِنِهَا وَلَا نَدَمُ
أَنَاجِي طَيْفَهَا السَّامِي وَأَرْقُبُهُ
بِلَحْظٍ مِنْ سَنَا حَرْفٍ فَيَحْتَدِمُ
فَتَاهَ اللَّيْلُ عَنْ قَمَرٍ فَأَضْنَاهُ
بِبَحْثٍ طَالَ لَا سَيْفٌ وَلَا قَلَمُ
أَكَانَتْ جَنَّتِي أَرْضًا فَأَسْكُنَهَا؟
فَأَيْنَ الْجَنَّةُ الْخَضْرَاءُ وَالنِّعَمُ؟
خَفُوقٌ قَلْبِيَ الْعَانِي لِأَحْرُفِهَا
فَلَمْ يَشْفَعْ لَهُ سَيْفٌ وَلَا كَلِمُ
لَقَدْ عَزَّتْ لَيَالِيْنَا فَمَا عَلِمَتْ
طَرِيْقَ هُدَىً إِلَى الْأَحْلَامِ يَرْتَسِمُ
إِلَى وَلَهِي إِلَى صَبِّي إِلَى عَرْشِي
بَرِيْقُ الشَّوْقِ مِنْ عَيْنَيْكِ يَضْطَرِمُ
شَرِبْنَا اللَّيْلَ أَحْلَامًا فَمَا مَلَّتْ
كُؤُوْسُ الْحَرْفِ أَوْ تَاهَتْ لَهَا حُلُمُ
كَتَبْنَا اللَّيْلَ أُغْنِيَةً وَسَطَّرْنَا
دَوَاوِيْنًا بِحَرْفِ النُّوْنِ تُخْتَتَمُ
فَلَمْ يَبْقَ سِوَى أَلَمِي يُعَانِقُنِي
وَطَللٍ مِنْ بَقَايَا الرُّوْحِ يَلْتَئِمُ