الرسالة الإعلامية

سالم بن نجيم البادي

تلك الرائعة المرحة الضاحكة العفوية في تصرفاتها وحواراتها وكلماتها العذبة والراقية، كانت تزرع الفرح والأمل في نفوس الناس، بعد أن أرهقتهم ظروف الحياة وتتابعت عليهم صروف الأيام والليالي ونوائب الدهر، كانت تحاول أن تطرح كل قضاياهم للنقاش والبحث عن حلول، وتكون مع زملائها أهل الإعلام صوت الناس والناطق باسم المجتمع، عندما يغيب صوت الحقائق ولا يذاع غير الشيء الحسن ويُراد للحقيقة أن تتوارى خلف الأبواب المغلقة، لمصلحة من؟! لا ندري!

وقد تساءلت في مقالي السابق عن حقيقة إن كان هناك من يحارب النجاح وأهل النجاح، وأتساءل هنا: هل يوجد من يريد تكميم الأفواه ويخشى الحقيقة وينزعج من تعرية الواقع كما هو مجردًا من الرتوش؟ وإن ثبت إيقاف الإذاعية خلود العلوي عن العمل بقرار فردي بعيدًا عن القانون، فهذا مؤشر جد خطير، يدل على تراجع حرية التعبير، ويذكرنا بحقبة ما قبل النهضة المباركة في 1970، وحتى الآن أجدني غير مصدق لخبر إيقاف خلود العلوي، وفي انتظار نفي الخبر وأنه شائعة مُغرضة!!

ليس من أجل خلود العلوي فحسب، هذه الشابة العمانية المثابرة المجيدة في عملها الشغوفة به والمحبة لوطنها حد العشق والهيام والمنغمسة كلها في هموم الناس البسطاء

وهي الأنموذج الناجح للشابات والشباب؛ بل خوفًا على حرية التعبير، هذه الحرية التي نفتخرُ بها ونعتزُ بها ونعدها نعمة كبرى ومكتسباً من مكتسبات النهضة المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه-.

وقد تداول الناس خبرًا آخر يفيد بأنَّ على الإذاعات الحكومية والخاصة والصحف ووسائل الإعلام أن تأخذ الإذن المسبق من مجلس الشورى في حال الرغبة في إجراء مقابلة مع أحد أعضاء مجلس الشورى، وأتمنى أن يكون هذا الخبر مفبركًا وفي انتظار نفيه، لكنه للأسف غير ذلك؛ بل موثق برسالة رسمية أًرسلت لكافة وسائل الإعلام، وإذا لم يتم نفيه فهو يشبه قرار إيقاف خلود العلوي عن العمل ويتساوى معه في الهدف.

وضحي يطمئن خلود العلوي ومحبيها والذين إزعجهم قرار وقفها عن العمل وهبوا للتضامن معها عبر وسم "#متضامن_مع_خلود_العلوي" وفي مجالسهم الخاصة وفي مجموعات واتسآب، يقول ضحي لها ولهم: "إن كل الأسئلة سوف تظل مطروحة".