الشيبانية تكرّم الفائزات في مسابقة "مناهزات اللغة العربية"

"التربية والتعليم" تحتفي باليوم العالمي للغة العربية.. وتدشن "جائزة الفراهيدي"

مسقط- محمد العبري

تصوير/ مريم المزروعية

احتفت وزارة التربية والتعليم صباح أمس الثلاثاء بديوان عام الوزارة، باليوم العالمي للغة العربية، والذي خصصته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو ليكون يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام يومًا للغة العربية، وإحدى اللغات الرسمية الست المعتمدة في منظمة الأمم المتحدة، وجاء هذا العام تحت شعار "اللغة العربية والتواصل الحضاري".

ورعى حفل افتتاح الندوة معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، بحضور سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، وعدد من مديري عموم الوزارة، إضافة إلى حضور افتراضي لعدد من معلمي اللغة العربية وطلبة المدارس من مختلف مدارس محافظات سلطنة عُمان، ومشاركة افتراضية للطلبة الدارسين للغة العربية من سلطنة بروناي. وهدفت الندوة إلى إبراز الجهود المبذولة في مجال العناية باللغة العربية، وتوظيف اللغة العربية في بناء شخصية الناشئة، ودورها في التواصل الحضاري.

وبدأ برنامج الافتتاح بكلمةٍ ألقتها آمنة بنت سالم البلوشية أمينة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم قالت فيها: "إنّ تخصيص منظمة اليونسكو يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عامٍ للاحتفال باللغة العربية ما هو إلا تخليدٌ لمآثرها، وإحياء لدورها كوسيطٍ لغويٍ لنقل العلوم والمعارف المختلفة عبر العصور، وتكريمٌ للناطقين بها؛ إذ يتحدث بها قرابة أربعمائة واثنين وعشرين مليون نسمةٍ حول العالم، وتستوعب أكثر من اثنتي عشرة مليون كلمةٍ، وهي اللغة الرسمية في ستٍ وعشرين دولةٍ؛ فلا عجب في ذلك، فهي لغة القرآن الكريم، وكفى به من شرف". وأكدت أمينة اللجنة الوطنية العمانية أنَّ الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية "أرابيا" التابعة لليونسكو قررت جعل المحور الرئيس لليوم العالمي للغة العربية لهذا العام بعنوان: "اللغة العربية والتواصل الحضاري"؛ حيث تسعى إلى الهيئة تأصيل الدور الحضاري الذي تضطلع به اللغة العربية كأداةٍ لنقل المعارف، وإحدى أدوات ترسيخ الأمن والسلام بين الشعوب، وهذا بلاشك يؤطر العلاقات الإنسانية، ويعزز تواصلها في مختلف المجالات، لاسيما في ظل الرقمنة والتعددية الثقافية.

وأشارت في كلمتها بنجاح سلطنة عمان في إدراج عالم اللغة الكبير الخليل بن أحمد الفراهيدي كأول شخصية عمانية يتم إدراجها ضمن برنامج اليونسكو لذكرى الأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالمياً، وكذلك إدراج الخط العربي مؤخرًا كملفٍ عربي اشتركتْ فيه ست عشرة دولة عربية، ليحكي نجاح تجربةٍ أخرى تضاف للتواصل الحضاري للغة العربية؛ كون الخط العربي يشكل أحد مفردات الحضارة العربية.

ونوهت بالجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم في تعزيز مهارات القراءة، بتنفيذ العديد من المبادرات الرائدة للطلبة والمعلمين، وحرصها على اختيار نصوص القراءة التي تتناسب ومستوى الطلبة المعرفيّ واللغويّ؛ بغية صقل مهاراتهم اللغوية في المناهج الدراسية، مع الحرص على تنوعها وثرائها المعرفيّ، وتضمنها للجوانب الأخلاقية والسلوكية والإبداع، والتمازج بين مهارات القراءة والمهارات الأخرى كالاستماع والتحدث والكتابة.

بعد ذلك ألقى الطالب محمد بن حافظ أمبوسعيدي من مدرسة الإمام محمد بن عبدالله الخليلي للتعليم الأساسي من تعليمية محافظة الداخلية ـ الحاصل على المركز الأول لفئة المرحلة الإعدادية في مسابقة التحدث باللغة العربية الفصحى والخطابة والإلقاء الشعري وتعميق دراسة النحو على مستوى الوطن العربي التي عقدت بجامعة الدول العربية بجمهورية مصر العربية ـ قصيدة شعرية بهذه المناسبة. ثم قامت معالي الوزيرة بتدشين جائزة الفراهيدي للغة العربية؛ وهي منصة تحفيزية حاضنة لإبداعات الطلبة في مختلف مجالات اللغة العربية قراءة وكتابة وتحدثّا، وتهدف إلى توظيف اللغة العربية في بناء قيم الانتماء والهويّة الوطنية والولاء لدى الناشئة، وتنمية مهارات الطلاب القرائية وغرسها في نفوسهم لتصبح عادة راسخة، بالإضافة إلى تنمية مهاراتهم في الإبداع الأدبي، والتعبير باللغة العربية الفصيحة كتابة ومشافهة.

تلا ذلك عرض مرئي حول "ثقافة الحوار والتبادل اللغوي والثقافي بين طلبة سلطنة عمان وطلبة سلطنة بروناي دار السلام"، وذلك في إطار الشراكة بين مدارس الدولتين ضمن برنامج التوأمة للمدارس المنتسبة لليونسكو.

وكرّمت معالي وزيرة التربية والتعليم الطالبات الفائزات في مسابقة مناهزات اللغة العربية، وهن: الطالبة شهد بنت محمد البلوشية من مدرسة جميلة بنت عمر بن الخطاب من تعليمية محافظة شمال الباطنة وحصلت على الميدالية الذهبية، وحصلت الطالبة شهد بنت خميس الغافرية من مدرسة القرية بمحافظة جنوب الباطنة على الميدالية الفضية، فيما نالت الطالبة غادة بنت علي المعشنية من مدرسة الحق بمحافظة ظفار على الميدالية البرونزية. وهي مسابقة دورية سنوية في مادة اللغة العربية تستهدف طلبة الدول الأعضاء بمكتب التربية العربية لدول الخليج؛ بهدف تعميق الولاء والانتماء لها، كأحد أدوات ترسيخ الهوية الوطنية، واكتشاف المواهب والإبداعات لديهم.

وتضمنت الندوة على جلسة علمية، ترأسها يونس بن جميّل النعماني مدير مساعد بدائرة قطاع الثقافة باللجنة الوطنية العمانية، واشتملت الندوة على 3 أوراق عمل؛ حيث قدّم الأستاذ الدكتور محمد خاقاني أصفهاني أستاذ قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة أصفهان بالجمهورية الإسلامية الإيرانية ورقة مسجلة بعنوان "أثر عروض الخليل بن أحمد الفراهيدي في أوزان الشعر الفارسي"، تناول فيها شخصية الخليل بن أحمد الفراهيدي، وإساهاماته في مجال الأدب العربي ومنها معجم «كتاب العين»، وإبداع العروض العربي، ونظام العروض الذي ابتکره، ومدی تطابقه مع نظام العروض في الشعر الفارسي.

أما الورقة الثانية استعرضها الدكتور زاهر بن بدر الغسيني الأكاديمي بقسم اللغة العربية وآدابها في جامعة السلطان قابوس عنونها بـ"دور اللغة العربية كوسيط تواصل في نقل العلوم.. الثقافة الإسبانية أنموذجًا"، تحدّث فيها عن دور اللغة العربية في التواصل الحضاري مع الثقافة الإسبانية، انطلاقا من حقيقة تاريخية ترتبط بالفترة الزمنية التي عاشتها الحضارة العربية في إسبانيا طوال 8 قرون، وتمثّلت بذور التمازج الثقافي والحضاري بين اللغة العربية والثقافة الإسبانية من خلال لغة "ألخميادو".

واستعرض حبيب بن مرهون الهادي أخصائي تراث مادي في دائرة قطاع الثقافة باللجنة الوطنية في ورقته الأخيرة "تواصل العمانيين مع الحضارات الأخرى.. اللغة العربية أنموذجًا"، تطرق فيها إلى بدايات ظهور كنابات اللغة العربية في عمان، وتأثيرها على التواصل الحضاري مع حضارات العالم في فترة العصور القديمة، ومع السواحل الأفريقية ودور العمانيين في ظهور اللغة السواحلية، وكذلك مع السواحل الآسيوية ودورهم في نشر اللغة العربية في منطقة الملايو والهند.

تعليق عبر الفيس بوك