ماذا ينتظرنا في 2022؟!

 

مدرين المكتومية

ونحنُ على مشارف وداع عام 2021، نتأهب لاستقبال عام 2022، بعد أن مضى عام كامل بكل ما فيه من لحظات ألم وفراق، وسعادة مسروقة وأخرى هربت منّا، التقينا وودعنا أشخاصاً وأمكنة، تعرضنا للمُعاناة والضغوط، وتلك الأخيرة يبدو أنها لن تنتهي أبدًا، وستظل أبد الدهر!

2021 كان عامًا مليئًا بالفواجع، لكنه أيضًا كان عامًا حنونًا علينا في كثير من المواقف، فقد كان منذ البداية يُبشِّر بالكثير من التغيرات والتقلبات، بالكثير من المسافات والتحديات، بالكثير من الفراق، كان عامًا مُقلقًا ولكنه أيضًا حمل في طياته الكثير من لحظات الأمل.

أكبر فواجع هذه السنة بالنسبة لي، رحيل أمي، الرحيل الذي ترك دواخلنا هشة قابلة للكسر في أي لحظة، رحيلها الذي علّمنا الكثير من الدروس، وأسقط الكثير من الأشخاص من حياتنا، رحلت هي لنتعلم من بعدها دروسًا لطالما جهلناها لأنها كانت تتحمل كل شيء دون أن تُخبرنا، رحلت الأم "مريم" ورحل معها الكثيرون أيضاً ممن نحب، ولم يبقَ منهم سوى ذكريات لا تغيب رغم غيابهم الأبدي.

إنه عام مليء بالتناقضات بالنسبة لي، مليء بالأحداث والحوادث، لكنه أيضاً لم يبخل بتقديم لحظات من الفرح لنا، وتحقيق بعض الرغبات والغايات والأهداف، ولذلك ونحن على مشارف 2022، علينا أن نطمح لحياة أكثر جمالًا وإشراقًا على مختلف المستويات.

وعلى مستوى الوطن الأم، علينا أن نحقق حلمنا في عُمان التي نريد، وأن نطمح لتحقيق كل التطلعات والرؤى التي يريدها المواطن على هذه الأرض الطيبة، نطمح لأن يجد كل شخص كل ما يدور في عقله الصغير قد تحقق، ونتمنى أن تجد كل الخطط والرؤى الطريق للنور.

وعلى مستوى الحياة، أتمنى أن يجد الجميع الحياة التي تجعلهم يشعرون كأنهم فراشات يحلقون بأمنياتهم عاليا، تلك الحياة الرائعة المليئة بالحب في أكناف العائلة والأصدقاء، الحياة التي لا يتعثرون خلالها بحواجز الطريق التي يسلكونها، أن يجدوا أمنياتهم تنير دروبهم، أن يجدوا كل حلم رهن الحقيقة، أتمنى أن يمارسوا الطقوس التي يجدون أنفسهم فيها وبها، أن يتلفظوا بكلمات الحب لمن يحبون، الكلمات الطيبة التي يبقى أثرها، تحدثوا بها اليوم فلربما لا يأتي الغد لتلفظوها.

وعلى الصعيد الشخصي وقبل انتهاء العام، أقول شكرًا لكل الذين لم يفلتوا يداي حتى الآن، رغم كل الظروف والمتغيرات، لأولئك الذين يمنحونا الحب رغم الصعاب التي يمرون بها، لأؤلئك الصادقين الذين قدموا لنا السعادة بطرق مختلفة، مغلفة بأطيب الكلمات، ومحفوفة بالابتسامات الصادقة والأمنيات الرائعة والوعود المحققة.. شكرًا لكل الذين وهبونا الأمان في لحظات الخوف، والامتنان في لحظات الحاجة، والقوة في لحظات الضعف، وجبر خواطرنا في لحظات الانكسار.. شكرًا لكل شخص مرَّ على محطة بحياتي ووقف عندها ولم يغادرها إلا وقد ترك أثرًا جميلًا، شكرًا لكل من توقف أمامي ذات لحظة ولم يرحل أبدًا تاركًا خلفه كل شيء، شكرًا أيضًا لمن وثق تمام الثقة أنني أستحق كل ما يقدمه لأجلي.

وللعالم، أقول أحبوا بعضكم وتقبلوا اختلافاتكم؛ فالإنسانية أهم بكثير من أي شيء في الحياة، دعونا نتناسى من نحن ومن نكون ومن أي العوالم ننتمي، ولا نرى في بعضنا إلا الإنسان، نقف يدًا بيدٍ، ونرسم السعادة على الوجوه الحزينة، ونقدم كل شيء لمن يحتاج، فما أجمل أن يدعو لك أحدهم عن ظهر الغيب، فيتقبل الله منه لأجلك، وما أجمل أن تجد نفسك تخرج من مأزق الحياة دون أن تتعب؛ لأنك فقط ذات يوم توقفت أمام حاجة أحدهم وقدمتَ ما في وسعك لأجله. وأخيرًا لا شيء يفوق الحُب في متعته، ولا شيء يقضي على الهموم ويغسل النفس من داخلها أكثر من العلاقات الإنسانية الدافئة والصادقة.