تحية إلى بلاد الحرمين

 

 

‏راشد بن حميد الراشدي

عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية

 

أفراح الخليج تتواصل كما تواصلت قلوب أبنائه محبة ومودة ووفاء، من عُمان السلام إلى قطر الوئام إلى المملكة حاضنة الكرام إلى الكويت واحة الأمان إلى البحرين أرض المحبة إلى إمارات الاتحاد والوفاء؛ حيث تتشرف سلطنة عُمان بزيارة صاحب السُّمو الأمير مُحمد بن سلمان آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية، كما تشرفت المملكة قبل أشهر بزيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله.

علاقات ذات جذور ورواسخ مُتجددة الأفق نحو مستقبل واعد للبلدين الشقيقين ومستقبل الخليج تحملها هذه الزيارة التاريخية وفي جميع المجالات التي نتمنى أن تحمل الأمنيات السعيدة لشعبي البلدين وشعوب العالم أجمع.

نموذج مُتكامل للعلاقات السامية النبيلة التي تجمع مسقط والرياض منذ عقود من الزمن صقلتها الروح الصادقة من قيادة البلدين نحو تطوير وتأصيل تلك العلاقات من خلال التعاون المشترك بين الدولتين أو من خلال منظومة مجلس التعاون الخليجي وفي مختلف المجالات التي ترتقي بتلك القواسم نحو علياء المجد والسؤدد.

إنَّ ما رأيناه من حراك كبير بعد زيارة السلطان هيثم إلى المملكة العربية السعودية على مستوى مسؤولي الدولة أو تجار البلدين أو الشركات ذات الاستثمارات الكبرى يثلج الصدر ويُسهم في دفع عجلة الاقتصاد والاستثمار في كلا البلدين فالمملكة باقتصادها الكبير وثورتها الصناعية وموقعها المتميز ومقوماتها ومنجزاتها العظيمة تُعد داعمًا لكل المشاريع الكبيرة في الخليج.

 وعُمان بموقعها البحري ومقوماتها وبنيتها المتكاملة وثرواتها تُعد مكاناً جيداً وآمنًا للاستثمار.

فالمناطق الصناعية الخاصة في كلا البلدين شكلت بيئة جذب لرؤوس الأموال وإقامة المشاريع العملاقة لتنطلق منتجاتها للعالم أجمع.

 إن الزيارة التاريخية لولي عهد المملكة ستكون لها نتائج ملموسة وسريعة- بإذن الله- من خلال التعاون المشترك بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية والتي ستُعيد ذكرى طريق الحرير البحري بين عُمان وشرق آسيا بافتتاح طريق الحرير البري عبر مروره بصحراء الربع الخالي بين المملكة وسلطنة عُمان والذي سيُسهم في انسيابية الحركة البرية بين البلدين وسيخدم جميع المجالات التجارية والسياحية واللوجستية والاجتماعية ويختصر المسافات والزمن على العابرين عبر هذه الطريق البري الذي يُعد أعجوبة زمانه ببنائه فوق رمال متحركة.

علاقات متجذرة متماسكة تسود الدولتين وآمال كبيرة من كلا البلدين وشعوبهما نحو مزيد من التكامل الخليجي واللحمة الواحدة لنجاح العمل الخليجي المشترك.

اليوم تشرق مسقط من جديد بضيف البلاد الكبير وتتشرف بمقدمه الميمون المبارك فالجميع يترقب هذه الزيارة الكريمة ونتائجها المُبشرة.

حفظ الله عُمان والمملكة العربية السعودية وقيادتيهما الكريمتين وأسبغ خيراته عليهما وسائر أوطان المُسلمين.

فتحية إجلال وإكبار نقدمها  إلى بلاد الحرمين.. وإلى مزيد من الخير والنماء لصالح البلدين الشقيقين.

الأكثر قراءة