توقيع الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي بين عمان والاتحاد الأوروبي لتسهيل تشغيل شركات الطيران

مسقط- الرُّؤية

وقعت هيئة الطيران المدني بالأحرف الأولى (التأشير) رسميًا على الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي بين سلطنة عُمان والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، وذلك في مقر المفوضية الأوروبية بالعاصمة البلجيكية بروكسل.

وتأتي هذه الاتفاقية الشاملة تتويجاً للعديد من جلسات المفاوضات بين الجانبين والتي بَدأت الجولة الأولى منها في شهر مارس من عام 2019 بمسقط، تأكيداً لطموحات الطرفين في تعزيز حركة النقل الجوي بين سلطنة عمان ودول الاتحاد الأوروبي لتكون أكثر تحرراً وانفتاحاً.

وتؤكد الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي المؤشر عليها، التزام الطرفين بتسهيل تشغيل شركات الطيران بين أسواق النقل الجوي العمانية والأوروبية، حيث توضع الأطر القانونية للتشغيل بشكل عادل ومتساوٍ ضمن خطة لفتح الأجواء بينهما يتم تنفيذها بشكل تدريجي على مدى خمس سنوات من توقيع الاتفاقية.

حضر مراسم التوقيع بالأحرف الأولى كلٌ من سعادة المهندس نايف بن علي بن حمد العبري رئيس هيئة الطيران المدني، وسعادة السفير نجيم بن سليمان بن نجيم العبري سفير سلطنة عمان لدى مملكة بلجيكا ورئيس بعثتها لدى الاتحاد الأوروبي، كما حضر اللقاء من الجانب الأوروبي سعادة هنريك هولولي المدير العام للمواصلات والنقل بالمفوضية الأوروبية.

يشار إلى أن سلطنة عمان لديها حالياً اتفاقيات ثنائية للنقل الجوي مع 18 دولة أوروبية بعضها مفتوحة الحقوق إلا أن عددا منها تتضمن حقوقاً مقيدة بما في ذلك الاتفاقيات الموقعة مع كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا. وستفتح الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي المجال أمام الناقل الوطني لسلطنة عمان (الطيران العماني) لزيادة عدد رحلاته إلى المحطات الأوروبية الحالية، كما تتيح كذلك إضافة وجهات أوروبية أخرى للناقلين الوطنيين (الطيران العماني وطيران السلام).

وفي المقابل، ستسمح الاتفاقية لجميع شركات الطيران الأوروبية بتشغيل رحلاتها مباشرة إلى مطارات سلطنة عمان من أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، حيث تسير حالياً الخطوط الجوية الفرنسية (Air France) والخطوط الجوية الملكية الهولندية (KLM) رحلاتهما المنتظمة مباشرة إلى مطار مسقط الدولي، كما تشغل شركات طيران أوروبية أخرى رحلات سياحية موسمية إلى مطار صلالة. وتهدف الاتفاقية بشكل فعال إلى استقطاب المزيد من شركات الطيران في الاتحاد الأوروبي لجدولة رحلاتها المباشرة إلى مختلف المطارات في سلطنة عُمان.

وتتضمن الاتفاقية أيضًا أحكاماً تتعلق بعدد من الجوانب الأخرى بما في ذلك أحكاماً تتعلق بسلامة وأمن الطيران المدني وأخرى للمنافسة العادلة وتكافؤ الفرص التجارية بين شركات الطيران، وكذلك أسس إدارة الحركة الجوية، وحماية البيئة في مجال الطيران، والجوانب الاجتماعية للعمل بشركات الطيران.

وقال سعادة المهندس نايف بن علي بن حمد العبري رئيس هيئة الطيران المدني عمان: "سعدنا بالتوصل إلى الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي المؤشر عليها مع الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، ونأمل أن تعزز الاتفاقية التعاون المتبادل والربط الجوي بين سلطنة عمان ودول الاتحاد الأوروبي". وأضاف أن رفع مستوى التبادل التجاري من خلال زيادة الحركة الجوية بين الجانبين، تمثل إحدى الفوائد التي نرجو أن تحققها اتفاقية الأجواء المفتوحة، ونحن على ثقة تامة بأن هذه الاتفاقية ستؤدي إلى انتعاش فرص التبادل السياحي والتجاري  بين الجانبين.

وقال هنريك هوليولي المدير العام للمواصلات والنقل بالمفوضية الأوروبية: "إن التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي هذه يوضح مدى التعاون الناجح بين المتفاوضين من كلا الطرفين، في حين يعزز العلاقات الوثيقة بين الاتحاد الأوروبي وسلطنة عمان في مجال الطيران المدني. وبمجرد التوقيع على الاتفاقية، ستتوفر فرصًا جديدة ومزيداً من الخيارات ومعايير أعلى للمسافرين وموظفي قطاع الطيران والنقل الجوي. وإنني أتطلع إلى الارتقاء بشراكتنا في مجال الطيران على مستوى أكبر".

وقال المهندس عبد العزيز بن سعود الرئيسي الرئيس التنفيذي للطيران العماني: "إن الاتفاقية التي تم التوقيع عليها رسمياً بالأحرف الأولى تمثل إنجازاً كبيراً ولحظة حاسمة لقطاعي الطيران والسياحة في سلطنة عمان والاتحاد الأوروبي على حد سواء. وفيما يتصل بالطيران العماني، فإن هذا يعني إتاحة المزيد من الرحلات وخيارات السفر والمرونة والوجهات العالمية أمام كل ضيوفنا من رجال الأعمال والسياح عبر شبكة معززة لوجهات الشركة. كما تمنح الاتفاقية هذه لضيوفنا المسافرين من الوجهات الأوروبية وصولاً سهلاً إلى مناطق الجذب السياحي والمعالم السياحية المتنوعة بسلطنة عمان كالشواطئ والجبال والوديان والصحاري وأيضا مواقع التراث العالمي لليونسكو، مما يتيح لهم تجربة زيارة واحدة من أكثر الوجهات المرغوبة سياحياً في الشرق الأوسط".

وقال الكابتن محمد أحمد الرئيس التنفيذي لطيران السلام: "سعداء بتتويج المفاوضات بالتوقيع على هذه الاتفاقية، ومن المؤمل أن تسهل هذه الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في تنويع السفر الجوي بما يتماشى مع رؤية ’عمان 2040‘، وهي مفيدة للغاية لطيران السلام حيث تم مؤخراً استلام طائرتنا الجديدة من طراز إيه 321 نيو  التي يمكن تشغيلها على الخطوط بعيدة المدى، حيث تهيّئ هذه الاتفاقية فرصا مناسبة لتشغيلها إلى المطارات الأوروبية، التي تتمتع بإمكانات كبيرة للنمو في سوق السفر بين سلطنة عمان والدول الأوروبية. سوف لن تزودنا هذه الشراكة بمنصة مهمة لتوسيع شبكتنا فحسب، بل ستساعدنا أيضًا على توفير خدمة اقتصادية التكلفة ومريحة وأكثر فعالية للمسافرين أيضاً".

وقال الشيخ أيمن بن أحمد بن سلطان الحوسني الرئيس التنفيذي لمطارات عمان: "سعداء للغاية بتوقيع هذه الاتفاقية بالأحرف الأولى بين سلطنة عمان والاتحاد الأوروبي، ونقدّر بصدق جهود هيئة الطيران المدني بسلطنة عمان والمفوضية الأوروبية من أجل تحقيق هذا الحدث المهم للغاية. إن ذلك يشكل علامة فارقة في تاريخ الطيران حيث ستعمل الاتفاقية بلا شك على تعزيز التواصل بين سلطنة عمان ودول الاتحاد الأوروبي -لا سيما كونها توفر فرص كبيرة للناقلين الوطنيين للسلطنة (الطيران العماني وطيران السلام) وكذلك شركات الطيران الأوروبية لتعزيز شبكات خطوطهم الجوية بين المطارات العمانية والمطارات الأوروبية، مما سيؤدي بلا شك إلى طرح المزيد من الأسعار التنافسية وخيارات السفر للمسافرين. ونظراً لأننا نمر حاليا بمرحلة التعافي من الوباء، فإن قطاع الطيران في سلطنة عمان يشهد مرحلة مهمة من التطور والاستقرار، وستزيد هذه الاتفاقية بالفعل من منافع الطيران المتبادلة وتتجاوز صناعة الطيران والمسافرين، فهي تساهم في زيادة التبادل التجاري والسياحي بالإضافة إلى تعزيز فرص الاستثمار ونمو الإنتاجية، إلى جانب زيادة فرص العمل والتنمية الاقتصادية بين الجانبين".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z