علي بن بدر البوسعيدي
منذ القدم والإنسان العماني يُحافظ على موروثه التليد، باعتباره إرث الأجداد الذين حافظوا عليه من أجل أن يبقى بأصالته وعبقه إلى أن يشاء الله، ولا شك أنَّ سباقات الهجن وتربيتها ورعايتها، من الموروثات الراسخة في مجتمعنا، خاصة في مجتمعات البادية والرعي.
وعندما أتحدثُ عن رياضة الهجن وما تشهده من منافسات كبيرة تستقطب العمانيين والخليجيين، فلابُد أن أشير إلى صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان، لأنه أحد أهم الشخصيات الخبيرة بهذا القطاع، ليس في السلطنة وحسب؛ بل في منطقة الخليج والعالم بأسره؛ حيث إن السيد أسعد من أوائل الداعمين لمثل هذه السباقات، والجميع يشهد على أنه يبذل الجهد الكبير من أجل تنمية هذه الرياضة، ودعم مربي الإبل والحفاظ على سلالاتها الأصيلة، خاصة وأن السلالة العمانية معروفة بأصالتها وقوتها وصلابتها، ويأتي مربو الإبل من كل حدب وصوب لشراء الهجن العمانية.
والأسبوع الماضي شاهدنا جميعًا ختام مهرجان سباقات الهجن الذي ينظمة الاتحاد العماني لسباقات الهجن بالتعاون مع الهجانة السلطانية، وفوز "البشائر" بجائزة السيف الذهبي، وذلك بعد منافسة قوية على مضمار السباق. والحقيقة أن هذه السابقات ترتكز أهميتها ليس فقط على البُعد التراثي؛ بل أيضاً ثمة أبعاد اقتصادية واجتماعية كبيرة، أهمها: أن هذه السباقات توفر مصدر دخل للكثير من العاملين في قطاع تربية ورعاية الهجن، وشراء المستلزمات والمأكل لهذه الهجن، الأمر الذي يحقق انتعاشا في الحركة التجارية بالمناطق التي تشهد تربية الهجن فيها، بما يعود في النهاية بالفوائد على الاقتصاد بشكل عام. ومن الأبعاد الاجتماعية كذلك، أن أهل البادية يعتمدون على تربية الهجن ورعايتها في توفير مصادر رزق تضمن لهم العيش الكريم، والحياة الآمنة المستقرة، فضلاً عن الهدف الأكبر وهو الحفاظ على الموروث، في عصر باتت فيه التقنيات الحديثة مسيطرة بصورة كبيرة على مختلف مجريات الحياة.
إنَّ الحفاظ على رياضة سباقات الهجن ودعم وتنمية هذا الموروث العماني الأصيل، يعود بالنفع الكبير على العاملين في هذا القطاع الحيوي، ويُعزز من مكانة السلطنة وتميزها بوجود سلالات أصيلة من الإبل والنوق، ومنها ما يدخل في مسابقات ومنافسات ويحرز انتصارات كبيرة في الداخل والخارج.. فلنحافظ على موروثنا ونحمي ثقافتنا ليتحقق النماء والازدهار في كل قطاعات الحياة.