مدينة السلطان هيثم الرياضية

 

حمود بن علي الحاتمي

alhatmihumood72@gmail.com

 

حتى الآن لم نستطع الحصول على ميدالية أولمبية أو التأهل لنهائيات كأس العالم رغم الدعم الحكومي المقدم للرياضة العمانية، ورغم توالي عدد من المسؤولين على قطاع الرياضة وترأس العديد للاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية، إلا أنَّ الرياضة تراوح مكانها، ولا تسجل سوى نتائج متفاوتة، والمحصلة الخروج من الباب الضيق في كل بطولة؛ إذ لم نفز سوى ببطولتي كأس الخليج والوصول إلى نهائيات كأس آسيا لكرة القدم وميداليات في المسابقات الخليجية والآسيوية في ألعاب القوى وبعض الألعاب الأخرى.

ومع تولي صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزارة الثقافة والرياضة والشباب استبشر الرياضيون خيرًا في النهوض برياضتنا، خاصة بعد إصدار النظم والقوانين التي تنظم العمل الرياضي، ولا أحد ينكر الجهد الكبير الذي يجري من أجل تغيير نمط الممارسات الإدارية والمالية للرياضة العمانية وبناء كوادر إدارية تقود مؤسساتنا الرياضية أندية واتحادات بعد هذا الجمود الفكري الذي نراه في إدارة رياصتنا.

وأعتقد جازما ليست مشكلتنا موارد مالية إنما إدارية بحتة، تتمثل في عدم التنفيذ الصحيح للخطط والبرامج، ومن هنا أرفع مناشدتي إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- لإنشاء مدينة رياضية مُتكاملة تتضمن كلية للعلوم الرياضية وأكاديميات رياضية ومراكز لرعاية الموهوبين الرياضيين وإستادا دولياً يستضيف المسابقات العالمية، وكذلك ملاعب تستضيف معسكرات المنتخبات والأندية في مختلف الألعاب ومدرسة دولية تضم جميع مراحل التعليم تتيح للاعبين استكمال دراستهم دون فاقد تعليمي، ومراكز أخرى تعنى بالرياضة والشباب تستهدف تخريج جيل من الشباب العماني يقود المسيرة الرياضية في السلطنة.

لا شك أنَّ هذه المدينة سيكون مردودها إيجابيا في تطور ممارسات العمل الرياضي بدءًا من الأندية التي تعاني من ضعف الأداء الإداري وتخبطات في القرارات تفضي إلى مديونية النادي وتؤدي إلى تجميد النادي لأنشطته المختلفة؛ إذ سوف تسهم هذه المدينة بما فيها من كلية في تخريج الكوادر الإدارية القادرة على قيادة الأندية والاتحادات وتأهيل القائمين على هذه المؤسسات وفق أسس علمية، كما ستساهم هذه المدينة الرياضية في تبني الموهوبين في مختلف اللعبات بالتأسيس الصحيح لمهاراتهم في اللعبة ثم المشاركة بهم في مسابقات لرفع أدائهم.

وهذه المدينة سوف تستضيف فعاليات عالمية يطبق من خلالها المستهدفون ما درسوه في الكلية من التنظيم للفعاليات وإدارتها واستقطاب فرق عالمية سوف يوفر احتكاكاً ذا مردود فني عالي للاعبين العمانيين وابتعاثهم للاحتراف الخارجي.

المدينة الرياضية التي تحمل اسم صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم سوف تنقل رياضتنا إلى مستوى عال فهي ستعيد بناء فكر الإدارة الرياضية وستكون معلماً رياضياً بمواصفات عالمية، وكل مرفق فيها سوف يحقق أهدافاً قريبة وأهدافاً بعيدة المدى.

حفظ الله عُمان تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وبإذن الله تعلو رايتها في المحافل الرياضية ومحققة إنجازات عالمية في مختلف الألعاب.