ولم نفقدهُ في وتين القلب

 

أشواق المعشنية

في أول يوم من أيام نوفمبر المُنتظر، بدأ الدمُ يحن بشوق لكي تتسابق الأيام سريعاً للثامن عشر من نوفمبر. كما عهدنا هذا الشهر بأنه يشهدُ فرحة كُل عُماني باليوم الوطني المجيد؛ الذي تتراقص به القلوب وتُزهِر بسببه عُماننا بالورد الأبيض والأخضر والأحمر، وتتعالى أصوات الأناشيد والاحتفالات بأرجاء سلطنتنا.

يسبقه يوم تزاحم أبناء عُمان في أرجاء الأسواق. صغيرهم قبل كبيرهم ينتقي وشاحه وعلمه وفي تناقض مع الاختيار يردد أحدهم: أنا أريد العلم الكبير لا أريد الصغير. وتسمع الآخر يقول: بابا أريد وشاحين لي ولصديقي. وإذا التفت للجهة الأخرى ترى فتيات صغيرات في حالة حماس لا توصف وفي ذهول من روعة الفساتين التي تحمل ألوان العلم ومنها ما يحمل صور أبينا الراحل وسلطاننا هيثم.

وتبدأ الشوارع تعج بتلك الألوان التي حين نراها نشعر لوهلة بأنها تجري بداخلنا من فرط السرور. تنتعش الحركة المرورية والازدحام لتبدأ الاحتفالات. وترى اختلافا في التعبير عن الفرحة الوطنية. معظم السيارات تتزين بكسوة اليوم الوطني بشعاراتها المختلفة والإيحاءات التي تدل على الوطنية والاحتفال.

يبدأ الكُتاب بالتعبير وإطلاق العنان عن تلك الغصة التي يشعر بها من لايجيد التعبير ويلامس بالحروف الصادقة التي تنبعث منه عن حب الوطن والفرحة النوفمبرية. فيبدأ بالتغريد من لهُ صوت شجي، لِتلك الحروف لحنّ يليقُ بعمل فني، ويهتف بِها أبناء عُمان الأوفياء بين تلك الأماكن المليئة بالاحتفالات. كالعمل الوطني الخالد فينا (ع م ا ن اسم بلدنا).

فلا تقتصر الاحتفالات على الأمر الواقع فقط. تضج مواقع التواصل الاجتماعي بفرحة هذا اليوم حول العالم العربي ومن قبل طلاب البعث الخارجية. الذين يشاركون الفرحة الوطنية رغم الاغتراب إلا أن بداخل كل عُماني مشاعر محملة للوطن واعتزاز مهما ابتعد. وتتوحد الخلفيات على نمط يعكس التوحد الوطني.

وقد يقول البعض فقدنا طعم نوفمبر بفقد سيده. وأنا أقول فقدناهُ وجوداً ولم نفقدهُ في وتين القلب. وهذا يكفي لِنُجدد به الذكرى ونعيشه حاضرا فرحة ممزوجة بماضي نوفمبر وجوده. ونُعلِمُ الأجيال الصاعدة عن أثر نوفمبر المجيد ونرسخ حُب الوطن وحُب بانيه رحمة الله عليه والولاء لسلطاننا هيثم حفظه الله ورعاه.

أدام الله عمان في أمن وأمان وازدهار.

تعليق عبر الفيس بوك