محمد بن عيسى البلوشي
احتفلنا بيوم الشباب العماني في حُلته البهية الزاهية، وبقيت همة الشباب تعمل من أجل عُمان، ولنا في الحالة المدارية الاستثنائية التي مرت بها السلطنة خير شاهد ودليل على تلك العزيمة للعمل والعطاء والبذل والسخاء التي تعلو قمم سمحان وجبال الحجر الشرقي والغربي وترفع رأسها من أعلى جبال مسندم الشامخة، متجذرة عروقها في بطون الأودية السحيقة لمجان ومزون.
لقد قادتني سنوات عملي الطويلة في وسائل الإعلام ودوائر صناعة العمل الإعلامي إلى قناعة عايشت تفاصيلها في هبة الوطن لإخواننا وأحبتنا في محافظتي جنوب وشمال الباطنة العزيزتين، وهي أن العمل فكرة لا تتكرر وفضائه لا يمكن أن يحد، ورسالته المعرفية الثمينة هي الغاية الأهم.
إن بعض صناع القرار في العديد من المؤسسات يعايشون تحديات متعددة في مستوياتها وأحجامها ومتنوعة في مساراتها وتطلعاتها، وهذا أمر طبيعي في المؤسسات العامة والتي تعتمد على فكرة متشابهة في إدارة أعمالها سواء على مستوى التفكير أو في تخليص المعاملات، وتتفوق عليها بعض الشركات والمؤسسات الخاصة والتي تكون قد حددت أهدافها المتطورة والمتعايشة مع سرعة المتغيرات والأحداث.
قل لي ماذا تريد بكل وضوح (الهدف) وانظر ماذا سأفعل؟ قناعة إدارية تقود إلى الأفكار غير المألوفة للتنفيذ، يؤمن بها المبدعون والملهمون وغير الكلاسيكيون، وبها يصنع (الموظف/ الإنسان) إنجازات غير معتادة، وهذا ما نبحث عنه في رؤيتنا إلى واقعنا المعاش، ويرشدنا إلى الرؤى الاستراتيجية.
هناك مساحة حرة وواسعة لا يستطيع البعض شغلها بسبب الإجراءات والممارسات الإدارية المعقدة في بيئات العمل، فالبعض لا يستطيع أن يغير فكرة أن المعاملة في المؤسسات العامة الخدمية يمكن أن تنتهي بكبسة زر بسيطة، لأن زحمة سير الإجراءات الطويلة والمعقدة وغير الضرورية تسير في فلك أفكاره، مع عدد الاعتمادات الورقية التي يرى أهمية مشاهدتها بالعين المجردة.
سوف نستطيع أن نصل إلى كل شيء نريده، فقط علينا استخراج فكرة (مستحيل) من أذهاننا إلى أن جميع الأمور (متاحة وممكنة) ويجب تطويرها وتنفيذها بكل الوسائل من أجل عمان التي بنى نهضتها المغفور له بإذن الله تعالى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه الزاكي-، ومن أجل حاضرها ومستقبلها التي يمضي إليها بكل عزم وهمة ووفاء سيدي ومولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه-.