.. وتتوالى الهبّات العمانية

 

 

خالد بن سعد الشنفري

 

تنادت عمان من أقصاها إلى أقصاها لنجدة أهلهم في الباطنة مما ألم بهم من إعصار شاهين، ليس هذا بمستغرب على العمانيين وتركيبتهم الاجتماعية وهمم القبيلة ونخواتها الحميدة فيهم، من هبات وفزعات ونجدات، وهو أيضاً واجب ديني وأخلاقي ووطني في هذا الشعب المسلم المؤمن الموحد قبل كل شيء.

كنا سنستغرب ونحزن كثيرًا لعدم حصول ما حصل، لكن فرحتنا وغبطتنا كانت في سرعة حصولها وحجمها وتناسبها مع الحدث وأكثر، إن التدافع والتنافس مطلوب ومرغوب فيه في مثل هكذا حالات وتحفيز للجميع.

المهم اليوم وبعد أن تبددت الغمة وسهل إزالتها بالكامل بتروٍ وفسحة من أمرنا بعد زوال الخطر المحدق بأهلنا، وبعد أن تدافعت وتسابقت فزعة الداخلية والظاهرة ومسندم ومسقط؛ لقربها نوعاً ما من الباطنة المكلومة وحملة الشرقية الكبيرة بعدها مباشرة، وهبّة ظفار بقضها وقضيضها وحجمها لبعدها الجغرافي، وبعد أن استوعبنا درس شاهين بالاستعداد لمثله- لا قدّر الله- مستقبلاً منذ الآن لمنع الخسائر في الأرواح والتقليل منها إلى أدنى حد في الممتلكات بإذن الله وأن نحافظ على هذه الروح التي تجلت لنا- رب ضارة نافعة- لقد بين لنا شاهين بجلاء مدى صلابة معدن شعبنا وعلينا أن نحافظ عليها ونمسك عليها بالنواجذ فهي من المكاسب العظيمة التي يجب علينا المحافظة عليها وتنميتها باستمرار.

بعد هبة شباب ورجال ظفار تفاجأنا بهبة أخوات الرجال بنات وأمهات ظفار اللاتي أبين إلا أن تكون لهن هبة بلمساتهن النسائية لأخواتهن هناك الذي أخذ شاهين بخورهن وعباياتهن وأدوات زينتهن مع ما أخذ، وبينما نحن وسط معمعة هبتهن هذه ولدت هبة أخرى، هبة أطفالنا "هبّة أطفال ظفار" الذين أبّوا بدورهم إلا أن يساهموا بدفاترهم وأقلامهم وألعابهم وأدواتهم لإخوانهم في الباطنة، لعمري إن هذه الهبة تحديدا هبة الأطفال ينبغي أن نتوقف عندها باهتمام وهي من بها وأمثالها سنضمن أن هذه الروح ستبقى فينا إلى يوم الدين وستصبح ديدن أجيالنا القادمة رجال الغد وهم بدورهم لا شك سيزرعونها في أبنائهم وهكذا ستطمئن قلوبنا بأن عمان بخير ليس برجالها ونسائها فقط، بل وأطفالها أيضا.

إذا بلغ الفطام لنا صبي // تخر له الجبابر ساجدينا

بارك الله فيكم جميعاً تحت ظل سلطاننا المعظم وفقه الله ورعاه ورزقه البطانة الصالحة.