علي بن بدر البوسعيدي
مع الاحتفال بيوم الشباب العُماني في 26 أكتوبر من كل عام، تحتفي مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارة الثقافة والرياضة والشباب بمن يمثلون مستقبل الوطن وقوته الفتية، لكن احتفال هذا العام يأتي في ظروف مختلفة؛ حيث سطّر هؤلاء الشباب من مختلف محافظات السلطنة أروع الملاحم الوطنية، في أعقاب الأنواء المناخية التي تأثرنا بها، وخصوصًا في محافظتي شمال وجنوب الباطنة.
ولا شك أنَّ العمل التطوعي غير مرتبط بفئة بعينها، لكن المؤكد أن الشباب هم الفئة الأكثر عطاءً في مثل هذه الأعمال، فالمشاهد المضيئة التي شاهدناها خلال الأيام والأسابيع الماضية، عكست لنا همّة شبابية نراها في أوقات المحن والشدائد، ليؤكد الشباب من جديد أنهم نبض هذا الوطن ووقوده الذي يحرك عجلة التنمية والإنتاج، وكم كان جميلًا أن نرى الشباب وهم يشمرون عن سواعد الجد والعمل، ليساعدوا إخوانهم في الوطن وأهاليهم في المناطق المتضررة من الأنواء المناخية، فضلاً عن أولئك الذين تحملوا عناء السفر من محافظات بعيدة، مثل محافظة ظفار، ومسندم، وغيرهما..
الشباب في يومه السنوي، يستحق أن يحظى بالتكريم، وهو ما دأبت عليه مؤسساتنا الوطنية، واليوم يرعى صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب الاحتفال السنوي بيوم الشباب العماني لعام 2021، ولا عجب أن هذا الحفل سيُبث عبر الإنترنت من ولاية صحار، قلب محافظة شمال الباطنة، في تأكيد على الأهمية الكبيرة لهذه الولاية العريقة، وتقديرًا للشباب فيها، الذين قاموا بواجباتهم الوطنية في مختلف المناسبات.
إننا ونحن نحتفل بالشباب، علينا أن نتذكر أنهم عماد التنمية ومحركها الأول، ولا يجب أن نلتفت للأقاويل السلبية المحبطة، من أن الشباب لم يعد يهتم سوى بالمظاهر الخادعة، أو أنه منغمس في الفضاءات الإلكترونية بين الألعاب ومنصات التواصل الاجتماعي وغيرها؛ بل الواقع يشير إلى أن الغالبية العظمى منهم يعملون بلا كلل أو ملل، من أجل رفعة الوطن، ومن أجل بناء مستقبلهم، واضعين نصب أعينهم بذل الغالي والنفيس حتى يصلوا إلى ما يطمحون إليه من تطلعات وما يرغبون في تحقيقه من أحلام.
علينا أن نُقدم كل سبل الدعم للشباب، وخاصة في ظل الظروف والتحديات التي نُواجهها، فنحن ورغم أننا تجاوزنا المرحلة الخطيرة من وباء كورونا، إلا أنَّ التعافي الكامل لم يتحقق بعد، وأقصد هنا تحديدًا التعافي الاقتصادي، فقد تأثر الشباب من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من الجائحة، وهناك من فقد وظيفته، لكن وبفضل المبادرات الحكومية والجهود المتواصلة، يجري الآن معالجة مختلف الأوضاع وتذليل التحديات.
وأخيرًا.. أوجه تهنئة خاصة إلى كل شباب عُمان، وعلى رأسهم صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، لما يقدمه سموه من عطاءات ودعم وتحفيز للشباب، إيمانًا من سموه بأن شباب عُمان يستحقون الأفضل دائمًا.