سالم بن نجيم البادي
كتبتُ عن الشيخ والرشيد والوالي وعضو مجلس الشورى وقد سألني النَّاس لماذا لم أكتب عن المحافظ، وقد حفزني للكتابة عن المحافظ ذلك المواطن الذي استمعت إليه وهو يحدث المحافظ عن قضايا كثيرة وكان متأثرًا ويشكو الحال للمحافظ بحرقة ووجع، وكان مُصرًا على أن المحافظ يمثل الحكومة، وبالتالي لديه الحلول لكل المعضلات.
والواقع أن هذا المواطن وغيره قد استبشروا خيرًا عندما تم تقسيم السلطنة إداريًا إلى محافظات ومنح المحافظ صلاحيات واسعة والاستقلال المالي للمحافظة، ونورد هنا صلاحيات واختصاصات المحافظ كما نصَّ عليها المرسوم السلطاني رقم 101/ 2020 والخاص بإصدار نظام المحافظات والشؤون البلدية
المادة (13)
مع عدم الإخلال بالصلاحيات والاختصاصات المقررة قانونا للوزير، أو الوزير المختص، يختص المحافظ بالآتي:
- تمثيل المحافظة في علاقاتها مع الغير، وأمام القضاء.
- الإشراف على الولاة.
- تلقي تقارير دورية من الولاة عن أداء الجهات، والهيئات، والمؤسسات الحكومية، وما تقوم به من أنشطة، وفعاليات في كل ولاية، وإبداء المقترحات، والملاحظات بشأنها، ورفعها إلى الوزير.
- التواصل مع المجتمع المحلي بما يخدم الصالح العام في نطاق المحافظة.
- رفع تقرير نصف سنوي إلى الوزير بشأن سير العمل في المحافظة.
- إصدار اللوائح والقرارات المنظمة للأنشطة البلدية، بعد موافقة الوزير.
- إصدار قرارات بفرض رسوم بلدية في إطار السياسة العامة للدولة، وذلك بعد موافقة الوزير بالنسبة للمحافظات التابعة له، وبعد التنسيق مع الجهات المختصة.
- إعداد مشروعات خطط التنمية، ورفعها إلى الوزير.
- متابعة تنفيذ خطط التنمية.
- رفع تقرير نصف سنوي إلى الوزير حول أداء فروع الجهات الحكومية في المحافظة.
- إعداد مشروع موازنة المحافظة، ورفعها إلى الوزير.
- التنسيق مع الجهات المختصة في شأن تحديد استخدامات الأراضي في المحافظة، دون الإخلال باختصاصات المجالس البلدية في هذا الشأن.
- تلقي الشكاوى ذات الصلة باختصاصات المحافظة، واتخاذ القرار المُناسب في شأنها.
- أي اختصاصات أخرى يكلفه بها الوزير.
وبالعودة إلى المرسوم أعلاه، يُلاحظ أنَّ المحافظ قد لايملك تلك الصلاحيات التي يعتقد الناس أنه يملكها مع وجود مجلس المحافظين وضرورة العودة إلى الوزير المختص ووجود لجان في كل ولاية يبغي العودة إليها للبت في بعض المطالبات وربما محدودية الميزانية الممنوحة للمحافظة والروتين والإجراءات التي قد تكون معقدة وصعبة ويتحدث الناس عن غياب العدالة أحيانا، وكما يقولون إنه يتم التركيز على الولايات الكبيرة أو على الولاية التي يتم اختيارها؛ لتكون مركزا للمحافظة في مجال التنمية وإقامة المشاريع، ويكون نصيب الولايات الأخرى في المحافظة أقل وبعضهم ذهب إلى القول بأن بعض هذه الولايات تعاني من الإهمال والنسيان.
وفي كل الأحوال يتوقع الناس من المحافظ أن يحدث تغييرًا جذريًا نحو الأفضل في المحافظة، وأن توجد الشركات والمصانع ومشاريع الجذب السياحي ومشاريع الأمن الغذائي والخدمات التعليمية والصحية ومشاريع الترفيه، ومن شأن كل ذلك خلق فرص العمل لأبناء المحافظة والحد من هجرتهم إلى مناطق أخرى، وحين يتم نقل المحافظ من محافظة إلى محافظة أخرى قد يغادر وهو لم ينجز شيئًا يذكر، تحت ذرائع الإمكانيات والصلاحيات والظروف.
ويأمل الناس من المحافظ أن يزورهم في المدن والقرى والأرياف، خاصة وأن بعض هذه القرى تحتاج إلى بعض الخدمات مثل الشوارع المعبدة وتوصيل المياه عبر الأنابيب عوضًا عن توصيلها بواسطة الصهاريج، وهذه المياه غير كافية في الغالب مع عدم التزام بعض سائقي هذه الصهاريج بتوفير كل الكميات المحددة لكل أسرة من المياه، والتلاعب في ذلك، وضعف خدمات الإنترنت. كما إن على المحافظ أن يلتقي بالناس وفكرة أن يجتمع بهم في السبلة- وغالبًا ما توجد سبلة كبيرة في التجمعات السكانية الكبيرة- فكرة طيبة وممكنة التطبيق، حتى تزول الحواجز بين عامة الناس والمحافظ، وأن يتحدث إليهم بكل صدق وصراحة وشفافية.
وضحي الغلبان لا يقدح من رأسه، لكنه ينقل ما يقوله الناس وقد ألحّوا عليه للحديث عن المحافظ.