علي بن بدر البوسعيدي
ارتفعت الروح المعنوية لمُجتمعنا لأعلى مُستوياتها، على الرغم من الأضرار التي لحقت بالمتأثرين بالأنواء المناخية الأسبوع الماضي، وذلك بعد الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- أيده الله- والذي كان بردًا وسلامًا على كل مُواطن ومُقيم على هذه الأرض الطيبة، وكذلك الملحمة الوطنية التي سطّرها أبناء هذا الوطن العزيز خلال الأيام الماضية.
البداية مع الملحمة الوطنية التي ما زالت تُكتب سطورها بحروف من نور وذهب، بفضل سواعد المخلصين الأبرار من ذوي الهمم والعزائم القوية، والذين أبوا أن يهنأوا وإخوانهم في المناطق المتضررة يعانون من مشكلات عدة. الملحمة الوطنية كانت مكوناتها مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، والقطاع الخاص، والأفراد من الفرق التطوعية والأهلية، الذين لم تثنهم أي تحديات عن القيام بالواجب الوطني؛ بل والتفاني في أدائه بكل إخلاص، ليشهد عليهم العالم أجمع أنهم أصحاب خلق رفيع وهمة عالية كعلو جبال عُمان.
ومما يلفت الانتباه في هذه الملحمة الوطنية، أن كل أبناء الوطن التحموا ببعضهم البعض، لم يكن أحدهم يعرف الآخر، لكنه وضع الساعد على الساعد، واليد في اليد، ليزيلوا عن وجه الوطن ما تعرض له من أضرار خلفتها الحالة المدارية. ورغم أنَّ الإعصار المداري ضرب بقسوة ولايتي السويق والخابورة، إلا أن المساعدات والدعم لم يتوقف عندهما، بل امتد لكل منطقة وكل منزل وكل فرد أصابه الضرر ولو اليسير من هذه الأنواء المناخية.
إنه التلاحم والتآزر والتعاضد، في أسمى صوره وأنبل معانيه، إنها عمان، وهؤلاء هم العمانيون، الذين إذا شكا أحدهم تكاتفوا وتوحدوا من أجله، إنهم أبناء هذا الوطن الذي عزز من كرامة الإنسان، وحفظ أمنه وضمن استقراره، فكانوا هم أول من يلبي النداء في الأزمات والمحن.
ومن جهة ثانية، فقد حمل الخطاب السامي لعاهل البلاد المفدى، الكثير من المعاني والدروس، أولها أن جلالته كان يُتابع لحظيًا كل ما تعرضت له البلاد من مخاطر وتحديات، وهكذا هي شيم القائد المغوار والزعيم الفذ، كانت توجيهات جلالته تصدر وتُنفذ في التو واللحظة. وإن أبرز ما تضمنه الخطاب السامي تلك الأوامر السامية من لدن جلالته بإنشاء صندوق وطني للحالات الطارئة، وفي ذلك استجابة سامية كريمة للمطالب الوطنية المخلصة التي دعت إلى أهمية إنشاء هذا الصندوق، من أجل توحيد العمل في مثل هذه الظروف.
وأخيرًا.. لقد مرَّ على عُمان أسبوع صعب مليء بالتحديات، لكن الإدارة الرشيدة من القائد الحكيم، والإرادة الوطنية المخلصة لمختلف المؤسسات والأفراد، حولت المحنة إلى منحة، وتسارعت خطى الإنجاز، لتحقيق ما نصبو إليه من تطلعات وما نبتغيه من أهداف.