علي بن بدر البوسعيدي
اعتدنا في حياتنا العامة والخاصة على الأزمات، فهي سنة كونية، فلا حياة بدون مشكلات وأزمات، لكن العبقرية تكمن في كيفية التعامل معها، وكيف يمكن لأيِّ شخص أو دولة أو مؤسسة أو شركة، أن تستفيد من الأزمات التي تتعرض لها، وتطرح الحلول الكفيلة بتجاوزها؛ بل والاستفادة من دروسها.
في وطننا العزيز، مررنا بالعديد من الأزمات، ولله الحمد في كل مرَّةٍ نخرج بأفضل النتائج، ويتحقق لنا السداد والتوفيق، بفضل التخطيط الجيِّد والمُحكَم، واتباع الأسلوب العلمي في التفكير وإدارة الأزمات، فكم من أزمة واجهناها بكل جسارة وجرأة، فهناك أزمات اقتصادية ومالية، وأزمات اجتماعية، وأزمات ثقافية، وأزمات رياضية، وغيرها الكثير، لكن العامل المشترك فيها أننا تعاملنا معها بحكمة وذكاء، فتمكنّا من الخروج بأفضل الحلول. أذكرُ هنا آخر أزمتين تعرضنا لهما؛ أزمة تراجع أسعار النفط وأزمة وباء فيروس كورونا، وهما الأزمتان اللتان شكلتا ضربة قوية وتحديًا غير مسبوق، ليس لنا فقط في عُمان ولكن لكل دول العالم، حتى الدول العظمى والصناعية الكبرى، التي رزحت تحت نير هاتين الأزمتين. لكننا وبفضل الرؤية السديدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وتوجيهاته الحكيمة، تمكنَّا من الخروج بأقل الخسائر، بل حوّلنا المحنة إلى منحة، ونجحنا في تذليل العقبات وتجاوز التحديات. فها هو البرنامج الوطني للتشغيل يُؤتي ثماره، وقد نجحت الجهات المعنية في توظيف الآلاف من شبابنا، وبنهاية هذا العام سيكون 32 ألف عماني وعمانية قد حصلوا على فرص عمل في القطاعين العام والخاص. وكذلك الحال بالنسبة لخطة التوازن المالي، فبشائر هذه الخطة بدأت تلوح في الأفق القريب، حيث من المتوقع تحقيق نتائج جيدة فيما يتعلق بالعجز والدين العام بنهاية العام الجاري، وهي النتائج التي دفعت صندوق النقد الدولي لإطلاق توقعات إيجابية ومتفائلة حول نمو اقتصادنا الوطني. أشيرُ هنا أيضًا إلى الخطط المتواصلة الرامية لتحقيق رؤيتنا المستقبلية "عُمان 2040"، خاصة وأن الحكومة الرشيدة تعمل حاليًا على تنفيذ خطة التنمية الخمسية العاشرة، والتي تُعد أولى الخطط الخمسية في الرؤية المستقبلية.
خلاصة القول.. إنَّ نشوء الأزمات طبيعة كونية وانعكاس لحركة الحياة على الأرض، ولا يجب علينا بأيِّ حالٍ من الأحوال أن نيأس إذا ما واجهتنا مشكلات أو أزمات؛ بل نعمل بكل عزمٍ وإتقانٍ على تجاوزها وتقديم الحلول التي تساعدنا على النهوض ومواصلة المسيرة نحو العلا والتميز.