حمود بن علي الحاتمي
صباح الأحد صباحٌ استثنائيٌ بعودة طلابنا إلى مقاعد الدراسة ومشاهد حافلات المدارس تطوف الحارات، ويظهر الطلاب في أبهى حلة بملابس جديدة، وحقائب وضحكات يتردد صداها بين الأزقة في مشهد عيد لا تقل مشاهده عن عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك.
المدارس استعدت لهذا الحدث باجتماعات وتوزيع مهام وإجراءات احترازية. ووسائل الإعلام تهرع إلى هناك لتغطية الحدث ونقل صورة حيَّة عمَّا يحدث في مدارسنا؛ هو حدث سنوي وبحكم خبرتي في التربية والتعليم فإنَّ لي موجهات إلى جهات ذات علاقة بالتربية ومنها:
أولاً: ولي الأمر: يتعدى دورك إلى توفير المستلزمات المدرسية إلى أن تكون قريبا من ابنك/ابنتك ومتابعًا ومعيناً له في إنجاز الواجبات المدرسية ومحفزاً له ومتابعاً لمستواه التحصيلي في المدرسة وحاضرا للقاءات التربوية كي يشعر الطالب بوجودك. وطموحك يجب أن يكون واقعياً في ابنك.
ثانيًا: المعلم: يستقبل المعلمون والمعلمات طلابهم ولا زال مسيطرا على بعضهم التفكير في نصاب الحصص ومشاكل النقل من مدرسة لأخرى وقد تشبعوا من الإسقاطات المحبطة في المعلم.
أخي المعلم / أختي المعلمة.. إن التدريس مهنة إنسانية شريفة ومشاكل الإدارة يجب ألا تكون حاضرة عند استقبالك لطلابك فهم غير معنيين بزيادة نصاب حصصك ولا نقلك من مدرسة إلى أخرى، هم غير معنيين بقرارات تصدر وتراها عبئاً عليك، هم غير معنيين ببعدك عن محافظتك ومشاكلك الأسرية.
اترك كل ذلك عند عتبة باب المدرسة واستقبل طلابك بروح متفائلة ووجه مبتسم وهمة عالية وذهن صاف وفكر مبدع، هم يرون فيك الأب والأم الحنون والمربي والموجه والمعين لهم، كما إن لك دورًا مهمًا في تعزيز المعلم الجديد وكن له مشرفا معينا ناصحا ولا تكن محبطًا له، فكن إنسانًا معهم قبل أن تكون معلمًا.
ثالثًا: إدارات المدارس: أما وقد استقبلتم معلميكم الجدد وقد أعددتم لهم البرامج الإنمائية فهم ليسوا آلة تلقون إليهم ما ثقل عليكم وعلى معلميكم القدامى حمله، كلفوهم بمهام يتقبلون تنفيذها ومحفزات تجعلهم يعملون بجد ونشاط. كونوا عوناً للمعلمين.. نجاحكم يعتمد على إدارتكم الفاعلة لقدرات معلميكم وبهم تحلقون في سماء النجاح.
رابعًا: المشرف التربوي: مهمتك الأساسية هي تجويد الممارسات التعليمية بمهارات إشرافية تقويمية فاعلة تُعزز بها المعلم المجيد وترفع من كفايات مُعلميك.
أحرص على تقديم الإضافة الإيجابية لمعلميك، ولا تتقوقع في أفكارك فإن لم تتجدد ستتقادم، ولا تتقوقع في مدارس قريبة من منزلك فأنت مشرف لكل مدارس محافظتك ولست مشرفا على مدارس ولايتك. جدد همتك ونشاطك مع مدارس جديدة. كن معيناً لهم فأنت مشرف تعمل على تحسين الممارسة التعليمية في الموقف الصفي لا باحثا عن عثرات، كن إنسانًا قبل أن تكون مشرفًا.
خامسًا: وزاراة التربية والتعليم: كلنا أمل أن تكون استعداداتنا لبدء عام دراسي استعدادا تاما لكن المؤشرات الأولية تقول إننا غير ذلك ومنها الكتب الدراسية بعضها يخضع للمراجعة كما يشاع وبعضها في الطباعة، فضلًا عن تغيير نصاب الحصص في بعض المواد للحلقة الأولى وأحدث ردود فعل واسعة في الأوساط التربوية بسبب ارتفاع النصاب في بعض المدارس وارتفاع سن المعلمات اللاتي لا يمكنهن أداء مهامهن لظروفهن الصحية وكذلك يؤدي إلى عدم القدرة على برامج الإنماء المهني. وكذلك عدم وجود الوقت الكافي للمشاركة في الفعاليات التربوية.
فهل كانت استعداداتنا مبكرة؟ لا أعتقد ذلك!
نظام اختار الواحد لا أعتقد أن ذلك يساعد على تجويد التعليم وإذا علمنا أن المنهج الدراسي يحتوي على كتابين ويحتاح إلى مهارات عليا في الفهم والحفظ. وبث الدروس من الفصل الدراسي لا أعتقد أنه قابل للتطبيق لخصوصية الحركة لدى المعلمات داخل الفصل الدراسي وحرية البث من عدمه لدى المعلمة.
وعمليات نقل المعلمات بين المحافظات يجب أن يرافقها مراعاة لظروف النقل وأيضًا تهيئة البيئة المناسبة للعمل في مكان العمل والعمل على إعطاء محفزات معنوية ومادية للمعلمين من خارج المحافظة ومنها علاوة سنوية تحفز المعلمين للعمل خارج محافظاتهم.
فعلينا أن نتحلى بالإنسانية في العمل قبل أن نكون تربويين.