رسالة إلى مشاهير التواصل الاجتماعي

 

حمود بن علي الحاتمي

alhatmihumood72@gmail.com

 

وهج الشُهرة يُصيب البعض بجنون من نوع آخر يصعُب علاجه، وما نُشاهده اليوم من مشاهد تنال من عُمان وممن كنا نعدهم أنمَوذجا في الوطنية هم اليوم يقذفون سهام السلبية في كل مكان.

المشهد الأول: سافر في رحلة سياحية ضمن جروب سياحي ووفق شروط تجعله يقتصد في كل شيء، غرفة مزدوجة مع شخص ويحمل معه مُعلبات ويمكن أن يسكن في كَوخ، ومن هناك يطلق اللعنات والسباب للسياحة والقائمين على السياحة مُتذمرًا من ضعف الخدمات وغلاء الأسعار، ويعقد مقارنات ظالمة وغير مدرك لوضعه الذي يعيشه أنه ليس بسائح، ولكنه أشبه بلاجئ!

في بلده يستطيع أخذ أسرته ومُلحقات أسرته ويعيش في شقة بأقل من 20 ريالاً، بينما هو يشترك مع آخر في غرفة بأعلى من هذا السعر. لا يعي حجم مبالغ التشغيل للمنتجعات وخاصة في الجبال ويعقد مُقارنة ظالمة.

المشهد الثاني: اثنان من أهل الشهرة وقد أنعم الله عليهما من فضله يتحدثان بسخرية عن مبلغ ريالين ونصف الريال رسومًا أُخذت منهما في المطار، ويشاركهما مُفكر ومحاضر أكاديمي في الوطنية، وأظن أنَّه مسؤول في مجلس ما، وقد تم تسمينه بآلاف الريالات، لكن لم يثنه ذلك عن موجة النقد! هم يصرفون مبالغ طائلة خارج الوطن وعندما يعودون يتباكون على ريالين ونصف الريال.

ماذا تركتم لمن يُتابعكم وانخدع بوطنيتكم الزائفة؟

المشهد الثالث: "شاهد ما شافش حاجة". ضمن استعدادات القائمين على إقامة مباراة منتخبنا الوطني ومنتخب السعودية ظهرت صور منها مظلة بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، وقد أطلق مجانين الشهرة أبشع صور التهكم وقالوا إنها غرفة جهاز (الفار) الذي يستعين به حكام المباريات، إلا أنَّ الحقيقة غير ذلك فكانت خيمة استراحة للعُمال الذين يعملون بالمجمع. وواصلوا تهكمهم على المنشآت الرياضية يقودهم مشاهير الإعلام.

المشهد الرابع: قبل مُباراة منتخبنا الوطني مع اليابان، الجميع كان يتهكم على مُنتخبنا ومنهم من بالغ في التوقع وصل لخمسة أهداف في مرمانا، ومن ذهب إلى نقد المدرب وقال إنِّه يبيع الوهم عندما قال سأجعل الجماهير العمانية وتفرح وتفخر بمنتخبها. الرد كان في المباراة وبعدها انعكست الآية وصار برانكو إيفانكوفيتش "بطلًا قوميًا"، واجتهد المشاهير في تمجيد المنتخب!

المشهد الخامس: يتلقف بعض المشاهير تصنيفات من حسابات وهمية تظهر تأخر السلطنة في مجالات ومثال ذلك: السلطنة تحل المرتبة قبل الأخيرة في أخذ لقاح كورونا على مستوى العالم. وأن السلطنة في المرتبة الأولى في الدين العام على مستوى الوطن العربي، وغيرها من التصنيفات التي ما أنزل الله بها من سلطان فيقوم البعض بنشحها نشحا في وسائل التواصل الاجتماعي وقد أساء لبلده دون أن يدري.

مشاهير هدم لا بناء.. كم أكرهُ ما ينشره البعض عن وطنه في الوقت الذي تعمل عليه الشعوب الأخرى من الترويج لبلدانها بينما يقوم بعض مشاهيرنا، وللأسف الشديد أن شهرتهم بلغت الآفاق وهم يعطون صورة ملوثة عن بلدهم الغالي عُمان، تحت بند حرية الرأي والنقد البناء، في الوقت الذي يسعى فيه المخلصون لجذب الاستثمارات وجلب الوفود السياحية وتشغيل القطاعات السياحية وإنعاش البلد اقتصادياً ويأتي من يأتي وبضغطة زر ويهدم ما بني.

أعتقد أننا بحاجة إلى مراجعة وتشريع قوانين تُجرم تلك الأفعال.

وأخيرًا.. يجب أن يعي الجميع أن عُمان ناصعة البياض ولن تلوثها إسفافاتكم البغيضة.