وزارة النقل.. والله كفاية!

 

د. حميد بن فاضل الشبلي

humaid.fadhil@yahoo.com

أعلم بأنَّ لكل أجلٍ كتاب، ولكن لابُد أن نأخذ بالأسباب، وأعلم بأنَّ قائد المركبة لابُد أن يكون حذرًا ومنتبهًا أثناء القيادة، ولكن مع طريق "وادي حيبي" هناك صمت عن عدم توافر كثير من شروط السلامة الواجب توافرها في هذا الطريق الحيوي، وأعلم أن هناك كُتاب ومُغردين كُثر كتبوا ونادوا واستنجدوا أن تولي الوزارة هذا الطريق حيزا من الاهتمام، ولكن كل تلك الصرخات والمطالبات لم تحصد إلا مزيدا من الحوادث والإصابات والجنازات.

معالي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات المسؤول عن مشاريع الطرق، ومعالي وزير المالية المسؤول عن تخصيص السيولة المالية لمشاريع وحاجات الوزارات، لا أعلم ما هي المُبررات التي منعت- حتى هذا الوقت- أن يجد طريق وادي حيبي الضوء الأخضر لتشييد طريق جديد يُنهي هذه المُعاناة التي يعانيها مرتادو هذا الطريق منذ سنوات؟ ولكي يتوقف معه حمام الدم الذي تشهده الحوادث الأليمة في هذا المسار مرات ومرات ومرات، معالي وزير المالية نناشدكم باسم المجتمع بدعم وزارة النقل ماليًا؛ ليتسنى لها التعجيل في تشييد هذا الطريق، ومن ثم وقف الهلع والخوف الذي يراود مرتاديه.

مساء الأمس لم تكن هي الليلة السوداء المُؤلمة في حياة سكان ومستخدمي هذا الطريق، عندما وصلتنا رسائل الواتساب بوقوع حادث مؤلم وشنيع راح ضحيته الأب والأم والبنت، شخصيا وعلى مستوى وزارة التربية ودعنا في هذا الطريق كثير من الرفاق التربويين الذين غادروا هذه الحياة البعض أثناء ذهابه، والبعض الآخر أثناء قدومه من واجب العمل، وبالمثل خسرت كثير من المؤسسات الأخرى أرواحا مجيدة؛ بسبب سوء هذا الطريق، وهناك الكثير من الناس فقدوا أرحامهم وأحبابهم؛ بسبب عدم كفاءة وخطورة طريق وادي حيبي.

لن أطيل الحديث؛ حيث هدفت من كتابة هذا الموضوع في المقام الأول؛ ليكون رسالة أبعثها وأذكر بها ذوي الاختصاص، وهي رسالة ضمن المقالات والتغريدات التي ناشدنا بها منذ سنوات، بأنه والله كفاية وكفاية نسمع حوادث وإصابات ووفيات وآلام وأحزان مصدرها هذا الطريق الموحش، كفاية تجاهل صرخات الجميع في ضرورة الشروع في تشييد طريق جديد لوادي حيبي يحمل مواصفات بها شروط السلامة والأمان، كفاية لانجد قناعة لدى صاحب القرار بأن هذا الطريق خطير جدًا، ولا يخدم السياحة القادمة من الداخل والخارج، ولا يخدم النشاط التجاري في سهولة حركة توزيع السلع بين المحافظات، كما إنه لا يخدم خطة فتح المنفذ البري بين عُمان والسعودية قريبًا بإذن الله، الذي يتوقع له أن يزيد من مستخدمي طريق وادي حيبي القادمين من السعودية والدول الشقيقة الخليجية الأخرى سياحيا وتجاريا واستثماريًا.

وأخيرًا.. بعد كل ما ذكر هل سنشهد قناعة لدى وزارة النقل بتعجيل نهاية القيادة على هذا الطريق المرعب؟ وهل سنشهد قريباً بإذن الله قرارًا حكوميًا بتشييد طريق وادي حيبي، وتنتهي معاناة أفراد المجتمع من أخبار الموت والخوف التي سببها هذا الطريق الخطير.

أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت دون إطالة ولا إسهاب في شرح هذا الموضوع الواضح والمعلوم لدى الصغير والكبير بأنَّ طريق وادي حيبي خطير جدًا جدًا ويحتاج إلى سرعة تشييد وتغيير.