التجارة المستوردة والأرباح الخيالية

 

خليفة الحسني

يزدهر هذا النوع من التجارة مع التحديث وتطوير الأساليب، يأتي عبر هذه الشبكات التي تدير هذه التجارة بأساليب مختلفة، وتنوع وفق الظروف المتاحة في مجمل مناحي الحياة اليومية للمجتمعات تحت أغطية عديدة منها الصحية والدينية والاقتصادية والتعليمية.. إنها التجارة الهرمية (الشبكية) وما لها من حيل مبتكرة.

وهذا النوع من التجارة هنا في عُمان ليس جديدا؛ بل منتشر منذ سنوات، وزاد نموها وتطورها في الآونة الأخيرة، وقد أخذت مواقع أوسع في بعض الولايات بالسلطنة، وفي ظل هذا الانتشار الواسع لها ولما تشكله من خطورة على المجتمع، اتخذت الحكومة ممثلة في وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار قرارا بحظر هذه الممارسات الخطيرة؛ حيث أصدرت القرارات ذات الصلة، وكان الهدف من ذلك حماية المجتمع من هذه الممارسات، وأُقرت عقوبات وغرامات مالية لمن يمارس هذه التجارة الوهمية. وهناك الكثير من التنبيهات من الجهات المختصة الأخرى وعبر العديد من القنوات والمقالات المختلفة للتوعية بمخاطرها وآثارها السلبية.

الذي لم يعتد الكثير من أبناء المجتمع بممارسة هذا النوع من التجارة، وبرغم من الظروف العاتية للناس سواء من تبعات جائحة كورونا وغيرها، إلا أننا نصطدم بواقع مغاير تمامًا عن واقعنا المألوف الذي من خلاله تم التعايش بالكثير من المعطيات الثابتة في تأويل لقمة العيش الحلال الذي يتكاتف فيها الصغير قبل الكبير منِّا وكانت مرضية رغم آلامها، ومع تقدم التقنية ومواكبة الحياة العصرية افتقد فينا الكثير من الموازين بما فيها العادات والتقاليد، وأنماط الحياة البسيطة وغيرها فعليه نصحو بواقع مختلف ومنها التجارة المستوردة إلينا .

لذلك إذا كنا سنبحر في هذه المجالات فعلينا أن نعود قليلًا إلى ما سبق من تبعات أوصلت أصحابها إلى المهالك والإفلاس بسبب؛ الإسراع والانجراف وعدم التحقق من أهداف وأنماط هذه التجارة، والوهم الكبير الذي يُرافق هذا النوع من التسويق (الهرمي الشبكي)، مما كان لها الظهور العلني. وبرغم أن الحكومة الكريمة وعبر الكثير من قنواتها المختلفة تُحذر باستمرار هذه الممارسات.

يُحظر هذا النوع من التجارة لما تشكله من خطورة بالغة، ومن وقائع وحقائق أوقعت الكثير من الناس بأوهام هذه التجارة، وهناك الكثير من الدروس المتتالية السابقة تعود بالأذهان إلى تلك الخسائر التي أفقدت أموالهم بمجرد انجراف خلف الكثير من المسميات الوهمية، والأرباح المغرية وبداياتها المشجعة وعلى سبيل المثال أن شخصا ما يودع مبلغا معينا من المال لهذا التاجر بناءً على ما يسوق إليه من دلالات ظاهرة ومحفزة، ولكن باطنها مظلل وكذلك ضمن هذا التسويق بأن يطلب التاجر مبلغاً ما على أن يسترجعه بنظام الأقساط، والهدف من ذلك هو الاستحواذ بمبالغ كبيرة من الزبائن فضلاً عن الأرباح المُغرية وهي تعتبر كمقدمة للعبة كبيرة.

وللموضوع بقية..

تعليق عبر الفيس بوك