حوكمة

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

أثناء تنزهي في شوارع مُحافظة ظفار، سرتني تلك المناظر التي رأيتها في طريقي؛ إنِّها لوحات الابتهاج بالمقدم الميمون تُزيِّن الطرقات، ولفتة جميلة من بلدية ظفار ذلك الترحيب الجميل وعبارات الفرح والشكر والثناء والمدح للقائد العظيم، وهي زيارة تاريخية وقدوم يحفه الحب والبشائر وعهد سامٍ تملأ جنباته زخات من المطر وحروف من الشِعر، وعالم من قصائد الحب المملوءة بالفخر والاعتزاز بقائدنا الفذ الأصيل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وسدد على طريق الخير خطاه وأمده بموفور الصحة والسلامة والعمر المديد.

أكثر ما لفت انتباهي إحدى اللافتات الجميلة التي تحمل صورة السلطان وعبارات مُنتقاة بعناية وكلمة "حوكمة"، تساءلت قليلًا: المقصود بها؟! وذهبت لمحرك البحث "جوجل" لأتأكد من معلوماتي تجاه هذه الكلمة الجميلة، ووجدت أنَّ الحوكمة أو كما يُطلق عليها في الإنجليزية "governance"، وهي "من أهم المتطلبات والضروريات الحتمية التي أضحى تطبيقها أساساً في الآونة الأخيرة، لضمان تنظيم العمل في منظمات القطاع الخاص والعام على كلّ من المستوى المحلي والإقليمي والعالمي لغرض وضع قواعد ومبادئ لإدارة المؤسسات والرقابة عليها، وتطبيق أسلوب ممارسة الإدارة الرشيدة فيها لتشمل هذه القواعد المتينة ليس فقط منظمات القطاع الخاص فحسب؛ بل مؤسسات المجتمع المدني والقطاع العام".

فالحوكمة هي من الحكمة والاحتكام والحكم والقيادة الحكيمة لبلد عظيم يقوده سلطان عظيم سيدي ومولاي وولي أمرنا السلطان هيثم بن طارق المعظم، فهنيئًا لنا بحاكمنا وهنيئًا لنا بحوكمته وقيادته لمستقبل عُمان في عهدها الزاهر وعهد عُمان السعيد.

إن ما تطلبه الشعوب هو الأمن والأمان في كل الميادين ثم باقي المتطلبات الأخرى أما عنَّا في عمان فنحن نعيش فيه ونحس به ونشعر بوجوده؛ فالأمن هنا والأمان يعم أرجاء وطننا الحبيب والحمد لله على هذه النعمة بعكس بعض البلدان التي تعاني من الحروب والصراعات الداخلية والخارجية، عُمان قبلة السلام عرفت منذ القدم ومنذ القدم كانت واضحة المعالم، عُمان قيثارة عزف متفرد وأيقونة من التواصل بين السلطان القائد والوزراء والشعب لا فرق ولا تفريق فكلنا في كفة عُمان وكلنا نمضي لنجاح المسيرة ولرفعة عُمان الأبية. نحن عالم من السرور ولا ينقص بلدنا الحبيب إلا بعض الأشياء البسيطة التي سنكملها معًا، وبعض الصعوبات التي سنتجاوزها يدًا بيد؛ حفظ الله لنا قائدنا الملهم محب الشعر والأدب والثقافة صاحب الخط الجميل والفكر الأجمل صاحب الجلالة مولانا المعظم.

إن منظومة العطاء والتعاون والبذل في أي بلد كان، تهدف لرفعته ونصرته وكي يشار إليه بالبنان من الدول الأخرى وليبقى شامخا مرفوع الجبين ونحن لسنا بصدد ذكر ذلك ولكنك تجد نفسك بحاجة للتحدث لتتفاخر بمنجزات حوكمة بلدك بين باقي الدول في شتى المجالات العلمية والتقنية والعملية والعسكرية. نحن شعب إذا وعد أوفى وأنجز وكسب رهان كل الصعوبات التي تواجهه وذلك بما يتمتع به من مصداقية وتوافق جهود وتعاون وتكاتف إن كان من جانب الحكومة أو من جانب المواطنين كل حسب موقعه وكلٌ حسب قدراته وكلٌ حسب جهوده الملموسة عن طريق العمل لخدمة المجتمع بشكل متساوٍ.

فشكرا لحوكمة المؤسسات والشركات والرؤساء والمرؤوسين؛ فالعمل الشاق يحتاج للمصداقية والوطن المحب يحتاج للحب وهذا لا يتأتى إلا بنظام مدروس وفق حقوق وواجبات يجب العمل بها والقيام بها بكل مصداقية وحب وود وتفاهم وانسجام وهذا ما يحدث فعلاً في سلطنتنا الحبيبة عُمان فنحن قد حبانا الله بمقومات اقتصادية واجتماعية وثقافية وقد حبانا بسلطان عظيم يشار إليه بالبنان فنسأل الله له التوفيق والسداد لرفعة بلادنا اللهم آمين هذا وحفظكم الله من كل سوء وشر ومكروه.