ماذا لو.. مطار صلالة الدولي؟

 

ناجي بن جمعة البلوشي

 

في لقائه بمحافظة ظفار مع المطورين ورجال الأعمال، قال معالي وزير التراث والسياحة إنَّ هناك خطة تنفيذية لتطوير المقاصد السياحية في السلطنة وسيتم توظيف جزء منها لمحافظة ظفار، ورغم أنه حدد المبلغ الضخم الذي قدره بـ6 مليارات ريال عُماني، والذي تسعى من ورائه الوزارة إلى وضع أرضية مناسبة لإدارة وتنفيذ البرنامج الاستثماري الذي يجري حاليًا إعداده ولأعوام قادمة، دون تحديد العمر المفترض لتنفيذ هذه الخطة أو المشروع، متناسياً بذلك ما سيرحله المواطن العماني من أموال في نفس الفترة المبهمة إلى دول بها مشاريع متواجدة فعلياً وربما تفوق ذلك المبلغ أو أكثر منه بكثير.

وإذا كانت مُحافظة ظفار ستحظى بجزء من هذا المشروع فما هي المحافظات الأخرى التي ستحظى بالأجزاء المكملة لتلك الخطة؟ وما الوزارات والدوائر الحكومية والشركات الخدمية الشريكة لإنجاح هذا المشروع؟ وهناك من الأسئلة الكثيرة التي يود المواطن الكريم استيضاحها.

ولأننا داخل الزمن ذاته ولسنا خارجه فلماذا تناست الوزارة ما هو موجود بما هو غير موجود أصلاً، فعندما وجهت الوزارة المؤقرة تحذيرا لملاك الشقق والفلل بدواعي تأجيرها بالنظام الفندقي المخالف للوائح والقانون متناسية بذلك ما آلت إليه أوضاع الزائرين للمُحافظة قبل عدة سنوات حيث فتحت المدارس مأوى وملجأ لهم ولأسرهم، كما أن تلك الشقق الفندقية والفنادق المنمقة ذات النجوم والمصرح لها من قبل الوزارة أسعارها لا تقارن بأسعار أغلى فنادق دول العالم مما يعني لنا أنه لا يُمكن أن يعيش فيها كل فئات المواطن العماني؛ لأنها أسعار خيالية، فلماذا لم تحدد الوزارة تلك الأسعار أو تراقبها على الأقل قبل أن تشرع بالتحيز والممنوع!!

فتركت الحال للعرض والطلب كأنها مسألة كماليات عصرية وليست ضرورة قصوى للزائرين خاصة للذي وصل صلالة بعد عناء سفر بري هو وأسرته. وعلى أيِّ حال فالمواطن العماني لديه الكثير من الأسئلة التي يود استيضاحها من تلك الوزارة أو أي وزارة أخرى إذا أُشرك في مشاورات إنجاح مشروع أو خطة تفيده وتفيد بلاده.

ولأن عنوان المقال يشير إلى مطار صلالة الدولي، فإن ما قاله الوزير المؤقر حول ديمومة السياحة في محافظة ظفار بكل فصول العام حلا مناسبًا لتنشيط الحركة السياحية فيها، إذا ما وجدت كثيراً من الحلول المناسبة لتلك الديمومة، وكان من بين تلك المقترحات لهذا التنشيط تنشيط مطار صلالة؛ ليشمل بذلك رحلات مباشرة ومنظمة بين المحافظة وعدد من مدن دول العالم وهذا مقترح مناسب خاصة إذا ما اشتمل هذا المقترح على مكملات داعمة له.

وهنا نقترح على الجهات المختصة والمتخصصة بخدمات الطيران اقتراحًا قد يكون أكثر بعدًا عن السياحة وجلب السياح فقط، فنقول ماذا لو تم فصل مطار صلالة عن مطار مسقط الدولي؟؛ ليكون مطارا دوليا مباشرا مخصصا فقط لرحلات دول بعينها؛ كدول القارة الأفريقية وأوروبا الغربية، ويكون مطار مسقط الدولي مخصصاً فقط لرحلات دول آسيا وشمال أوروبا، وبذلك تنقسم الوجهات المباشرة على ذلك النحو ويكون بينه وبين مطار مسقط الدولي ارتباط الترانزيت، كما إن بالإمكان ترك مطار مسقط كمركز لعمليات الطيران العماني وإضافة مركز جديد لعملياته المنفصلة في مطار صلالة الدولي بإضافة مسمى بسيط لنفس الطيران كمسمى (OMAN AIR PLUS ).

وفي الختام.. نحتاج إلى طبيعة السياحة ولسنا بحاجة إلى السياحة الطبيعية فهناك دول بها من الطبيعة ما هو أكثر مما في سلطنتنا ولكن لا يوجد بها سياحة بينما هناك دول بها طبيعة السياحة دون أن يكون فيها مكون واحد من مكونات السياحة الطبيعية، فأسواق صلالة كافية لجذب السياح إليها إذا ما نظمت تنظيماً واسعاً كما أن شواطئها وارتفاع جبالها أجدر بالسياحة عن مزارات التراث وموسم الخريف.