ولادة فريق التضامن من رحم معاناة كورونا

 

حمود بن علي الحاتمي

alhatmihumood72@gmail.com

 

قرية الثقبة الوادعة تحت أسفل دعن الرستاق وتقع غرب عين الكسفة جُبل أطفالها ورجالها على ممارسة الرماية وحصد بطولات الرماية التي تُقام داخل السلطنة وخارجها.

ومن أشهر رماتها المرحوم راشد بن خلفان الحاتمي طيب الله ثراه الذي يلقب بصائد البطولات وكذلك الرامي الأولمبي أحمد بن سالم الحاتمي الذي اشترك في منتخب الرماية ضمن أولمبياد لندن 2021. وبما أن كرة القدم معشوقة الجماهير ومداعبة لأحلام الشباب فقد تحول اهتمام مُعظم شبابها إلى كرة القدم.

وتمَّ تأسيس فريق القرية الأهلي الذي انضم إلى نادي الرستاق وأصبح يعرف بفريق التضامن الرياضي، وبسبب زخم مشاركاته فقد بزغ نجمه بين فرق الولاية وسرعان ما أصبح من فرق النخبة بالولاية.

صورة للنشر داخل المقال على الموقع.jpeg
 

تعيش ولاية الرستاق نهضة في بنية الفرق الأهلية فقد قامت بعض الفرق ببناء ملاعب ومرافق لها كفرق الجزيرة والغشب والحصن والحزم والنصر والمحاضر فقد عقد يوسف الحاتمي ورفاقه العزم على بناء فريق متكامل وفق خطط إستراتيجية منتظمة تمثلت في دراسة إمكانيات الفريق المادية والبشرية، وقاموا بوضع خطة كانت البداية الحصول على أرض مُناسبة للفريق وبعد مقابلات ووسائل تمكن الفريق من الحصول على أرض وفق قانون المنشآت الرياضية المتبع لدى وزارة الإسكان تتضمن ملعب مقر وجزء منها للاستثمار. بعدها قام الفريق بالاستعانة بمكتب هندسي لوضع التصورات لبناء منشآت الفريق، وتم تقسيم المشروع إلى مراحل بدءًا بتعشيب الملعب.

وقد قابلت رئيس الفريق والذي تحدث عن الفريق قائلا: "كورونا لم تقف حجر عثرة أمام فريق التضامن التابع لنادي الرستاق".  ومضى يقول: "تم إشهار الفريق عام 2015، بعدها بدأنا  بتأسيس جمعية أهلية شهرية لكل عضو يدفع 10 ريالات لمدة خمس سنوات، بعدها توالت الإنجازات بتكاتف وترابط الشباب رغم الظروف منها الملعب الترابي ناهيك عن استئجار الملاعب المعشبة قبل خوض المباريات وهذا مكلف وبفضل الله وصلنا من ضمن فرق النخبة التابعة لنادي الرستاق وأصبح له بصمته وهيبته من بين الفرق. وطبعاً منذ إشهار الفريق عمدت إلى متابعة الحصول على أرض واستثمار وتم مقابلة الوزير أكثر من مرة رغم العراقيل من الجهات المختصة ناهيك عن وضع كورونا لكن ولله الحمد حصدنا ثمرة جهدنا وحصلنا على الأرض في سبتمر 2020  بمساحة 15 ألف متر مربع واستثمار 1000 متر مربع. بعدها مباشرة قمنا بتشكيل لجنة لتهيئة وتعشيب أرضية الملعب ومخاطبة شركة حيا لإمدادات المياه ولله الحمد رغم الجهد والتعب ماديا ومعنويا حققنا ما كان حلماً وشارفنا الآن على الانتهاء. وكرئيس للفريق  أقول "إذا وجد الهدف ورسمت الخطة بشكلها الصحيح تحقق المنشود". وأخيرًا أشكرُ كل المساهمين والداعمين ولا نزال نتأمل منهم  المزيد لإكمال المرفقات والبنى التحتية وأعمدة الإنارة ونتمنى من الفرق الصاعدة أن تحذو حذو تجربتنا من أجل ولايتنا الحبيبة، لولا التكاتف والتعاون والترابط الأخوي من قبل أعضاء مجلس الإدارة لم نحقق هذا الإنجاز وها هو الملعب المعشب بحلته النهائية وبموقعه الاستراتيجي، وإن شاء سنمضي قدماً في الخطة القادمة بتعزيز الاستثمار وتكملة المرفقات والهدف واحد كلنا من أجل التضامن... نتمنى من الجهات المختصة أن تحتضن هذه الطاقات الشبابية ولا تهدر من أجل خدمة الولاية  وحاضنة لشباب الولاية" انتهى الحديث.

ما دفعني للحديث عن هذا الفريق ما رأيته من جد وتحد لدى شباب الفريق وقد يكون هذا مثال حي للشباب العماني الذين لديهم الرغبة الجامحة من أجل تحقيق أحلامهم والتضحية من أجل تحقيق الهدف، ما يعزفه  رؤساء الأندية والاتحادات من أسباب واهية بضعف الإمكانيات مادية  تكذبه همم الشباب في الفرق الأهلية  بمصادر دخل قليلة يحققون المستحيل.

وزارة الثقافة والرياضة والشباب عليها اليوم أن تنظر إلى الفرق الأهلية على أنها جزء من مكتسباتنا الوطنية وتعمل على دعمها وتسهيل إجراءات الدعم لها، فقد خرج من هذه الفرق نجوم سطعَوا في سماء الرياضة وهي أيضًا تبني قيادات رياضية.

إن فريق التضامن اليوم يشق طريقه نحو تحقيق أهدافه بعزيمة شبابه وهمة القائمين عليه.