عقل راجح رزين

 

حمد بن صالح العلوي

 al3alawi33@gmail.com

قارئي العزيز..

كما يعلم كل ذي عقل راجح رزين أنَّ الحياة حلوها ومرها تجارب، فكن سعيدًا، متفائلا وتوكل على الله تعالى، ولا تكن متواكلاً فالإنسان طبيب نفسه، واعلم رحمك الله أنه"لا يهم كلام المحبطين".

قارئي العزيز المبارك..

لم ولن يصل عقل إلى السُّمو والرفعة إلا بفكر نير يقظ؛ لأنه يعرف موضع قدميه قبل الشروع في أي خطوة يبدأ فيها المسير، وما من عاقل يملك عقلًا راجحًا وفكرا يقظاً إلا ويريد لنفسه ولغيره الخير والصلاح والسعادة والنجاة من كل أذى .

ولقد سعى المهتمون من تربويين وصحيين ومحبين إلى غرس القيم والمثل العليا عند اليافعين والمراهقين من شباب اليوم الباحثين عن كل جديد المؤمنين بالقول: "لكل جديد لذة".

قارئي العزيز :

هناك من ينادي من المتفيقهين المتشدقين بوجوب فهم وتعليم الشباب، وتثقيفهم فيما يحدث لهم من تغير فسيولوجي في وقت يغلبه الحياء في البوح أمام والديه وكي "لا يختلط الحابل بالنابل"، كما يزعمون وألا يلتجئ إلى أقرانه ليخوض باستفاضة في هذه الموضوعات.

فقد أتوا بأساتذة ومستشارين يتحدثون بلغتنا وينقلون تجاربهم، وما توصلوا له من حلول للحد من المشكلات التي كانوا يتذوقون مرارتها في بلادهم ولا يزال الطعم في لسانهم عالقاً، شعارهم "لا حياء في العلم" بحجة أن شباب اليوم غير الأمس،إنهم تائهون،المغريات أمامهم والحاسوب والهاتف الخلوي في أيديهم فأصابع أيديهم اليمنى واليسرى تلعب على سطح تلك الهواتف الخلوية، ولاتنس أن الفضائيات تزين لهم وتقدم ما يطرب آذانهم، وما يحلو لعيونهم وأفئدتهم .

قارئي العزيز..

صدق من قال:

متى يبلغ البنيان يومًا كماله // إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

إنَّ هؤلاء القوم فسدوا وأفسدوا، صفق لهم من صفق، وأشاد برأيهم من أشاد ونسوا قول القائل: "كلمة حكمة من جوف خرب".

إنني لست ممن يخالف هذا النهج، ولكنني أقول لهؤلاء ولغيرهم إن تعليم الشباب وتثقيفهم هو في البعد عن الخطر الذي ساد صيته في بلدان العالم مشرقه ومغربه، وإذا أردنا خشية الوقوع في مصيدته يجب أن يسير التعليم على ضوابط وفق العادات والتقاليد، والتحدث بلغة بعيدة عن التصريح وإنما نختار كلمات سهلة سلسة تبين الفهم المراد، ولا نساير الركب في تدمير العقول والأفئدة، فكفاها تدميرًا.

أيها المحبون.. آباء ومربون مخلصون

الشباب في حاجة إلى يد تأخذهم وتدلهم على طريق الصلاح، فكونوا عوناً وسندًا لهم فاتقوا الله تعالى فيهم واجعلوهم أمام ناظريكم، أعطوهم الحرية ولكن بحدود، أبعدوهم عن الخطر لئلا يسقطوا في الشباك التي خصصت لهم من قبل الذين يدعون الحرية، وما أكثر فنونهم وحيلهم وأكاذيبهم وكلامهم الحلو المنمق.