الشائعات لن تهزم عُمان

طالب المقبالي

muqbali@gmail.com

 

بين الفينة والأخرى تخرج لنا شائعة مُغرضة هدفها تقويض أمن واستقرار هذا البلد الآمن والذي سيبقى آمناً بإذن الله تعالى محفوفاً برعاية الرحمن رغم أنف الكائدين.

وستبقى أعين الحكومة والجهات الأمنية والمواطن الغيور يقظة متربصة بمن يُريد النيل من أمن واستقرار هذا الوطن. والمُؤسف والمُؤلم أن البعض يقوم بإعادة نشر تلك الشائعات بين المجموعات، وكثير من الناس لا يدققون فيما ينشر، وتصبح الشائعة حقيقة إلى أن يتم نفيها.

آخر الشائعات كانت عن فتح محلات بيع الخمور في مسقط العامرة، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بين مُستنكر ومُؤيد، وعلى أرض الواقع لا تُوجد محلات تبيع الخمور جهارًا نهارًا، كما يعتقد البعض، فعُمان بلد مُسلم مُحافظ، وهناك دعوات بالوقفات السلمية للمُطالبة بغلق تلك المحلات التي لا وجود لها على أرض الواقع. أما فيما يتعلق بالفنادق المُرخصة فهناك ضوابط مُعينة لتقديم هذه السلعة للسياح الأجانب، وهذا متبع منذ زمن بعيد.

وهناك شائعات أخرى فيما يتعلَّق بالإلحاد وما يتناقل عبر مساحات تويتر المفتوحة التي فتحت الباب على مصراعيه لمُناقشة مثل هذه القضايا، والتي ينصب بعضها في التشجيع على الإلحاد والشرك بالله، ومنها من يعترض على ذلك، والنقاش سجال بين طرفي نقيض. ويطول الحديث عن مسألة الإلحاد التي بدأت تأخذ حيزًا من النقاش هذه الأيام، ويمكن التطرق إليها في مقال خاص بعد الاطلاع الواسع على هذه القضية من جميع جوانبها وأبعادها حتى تنال حقها في الحديث.

وقد سبق هذا كله الشائعات حول خطورة لقاحات كورونا (كوفيد19) وما يترتب عليه من آثار سلبية على صحة الإنسان وحياته.

وتتوالى الشائعات والهدف من ذلك تأليب الشارع العُماني من خلال زرع عدم الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.

واستغلت الشائعات في بعض القضايا التي تمس حياة المواطن، ومنها رفع الدعم عن الوقود والتي تحدثنا عنها سابقًا، ورفع تعرفة الكهرباء، وقضايا تسريح العمال والتقاعد المبكر، وغيرها من القضايا التي يحاول المغرضون من خلالها زرع الفتنة والشقاق بين الشعب والحكومة، وهناك من يُقلل من الرؤية المستقبلية "عُمان 2040".

مثل هذه القضايا دخلت فيها أطراف خارجية يُؤرقها أمن واستقرار عُمان في ظل اللهيب المستعر في المنطقة.

وهناك قضايا اجتماعية من بينها الجمعيات أو الحركات النسوية التي بدأت تطفو على السطح، والتي أريد من خلالها تفكك الترابط الاجتماعي والاستقرار الأسري، وقد كتبتُ مقالاً في هذا الموضوع قبل أسابيع بعنوان "الحركة النسوية وباء وفساد" تطرقت من خلاله إلى خطورة هذا التوجه. ومن هنا أحث النساء على عدم الانصات لهذه الدعوات المدمرة للعلاقات الأسرية، فقد سمعت أن هناك حالات طلاق قد حدثت دون أسباب واضحة، وإنما انقياد لدعوات التحرر المزعوم، وفي النهاية سوف يؤدي الطلاق إلى تفكك أسري والضحية الأولاد.

وهناك حديث عن مسألة ارتداء السراويل القصيرة (الهاف) في الأماكن العامة وفي المراكز والمجمعات والمواقع السياحية، وبينما كنَّا نتجول أنا وأسرتي في عدد من المواقع السياحية في صلالة شاهدت بعض الشباب يتجولون بالفعل بلباس غير محتشم بين الأسر المصطافة في سهل أتين ووادي دربات، وهؤلاء الشباب هم أنفسهم الذين يتجولون بسياراتهم ويستخدمون مكبرات الصوت للموسيقى الصاخبة في سياراتهم، ولا يساورني أدنى شك في أنهم هم الذين يتركون المخلفات على الأرض في المواقع الخضراء بلا مُبالاة، والتي تم تداول الصور ومقاطع الفيديو عنها في وسائل التواصل الاجتماعي.

إن الشائعات والظواهر الغريبة نشاز لا بُد أن نقف ضدها ونمنعها من التأثير على هذا البلد وعلى مقوماته الوطنية، فأرض عُمان أرض طيبة لا ينبت فيها إلا طيب، والشائعات المغرضة والظواهر الشاذة أيًا كان مصدرها وهدفها يجب أن توأد في مهدها، لتبقى عُمان طاهرة وآمنة مستقرة.