أبناؤنا واحتياجاتهم النفسية والصحية

حمد بن صالح العلوي

al3alawi33@gmail.com

قارئي العزيز.. صباحك فلاحا، ومساؤك نورا وضياءً، وجل أوقاتك مستأنسًا بوقتك، مستبشرًا بالخير دومًا.

أيُّها الحبيب المبارك.. آمل منك أن تقرأ ما دونه مداد القلم بين السطور في الصفحة التي بين يديك، بعين مبصرة وبصيرة متوهجة واعية؛ لأنَّ ما سيتلفظ به لسانك ويقرأ ما ترجمه عقلك أحسبه مهم .

نعم.. فو الله الذي لا إله إلا هو إنه كما عرفت "أبناؤنا واحتياجاتهم النفسية والصحية"، فاحمد ربك أن عينيك سليمتين، لا فيها غوش ولاغمش ولا ضباب. واستسمحك أن آخذ من وقتك؛ لأن المقال اليوم "دسم" بعض الشيء وبالغ الأهمية.

يتهلل المرء منِّا فرحًا فيما بشر به، وتزغرد النساء فرحات بما وهبك الله تعالى من ولد أو بنت، وسرعان ما تهوي إلى الأرض ساجدًا، ثم رافعًا كلتا يديك متضرعًا حامدًا شاكرًا ربك المُنعم على هذه النعمة والعطية. وإنك لا تُبالِ بالذي "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ"، وأن ما تقوله عيناك وأجزم أيضًا أنك تتمتم في نفسك وتقول بأن المقال متشعب.

إنني أوافقك الرأي، وقد جانبك الصواب، لكن سأبين القصد بإيجاز دون إطناب؛ لأنني مُؤمن بالمثل العربي الذي يقول: "خير الكلام ما قل ودل". كأن قارئ يسأل: هل يريد الأبناء من آبائهم أو أولياء أمورهم غير الأكل والشرب؟!

أقول: نعم يُريدون الكثير، أقسم بالله العظيم أننا ابتعدنا عن أبنائنا وانشغلنا بأنفسنا، وما همنا إلا تأمين بيوتنا بالمؤن الغذائية بكل أصنافها وألوانها، وما طاب من مشرب بألوانه وأشكاله، فلست أدري هل الزمان الذي نُحن فيه أبعدنا عن أبنائنا وبناتنا وجعلناهم يتخبطون لا يعرفون حقيقة أنفسهم وما يريدون.

أبناؤنا بحاجة إلى غذاء صحي جيد ومفيد، يحتوي على قيمة غذائية عالية حتى تكون أجسامهم ذات بنية قوية فلا تنخرها السموم المضافة وما أكثر وجودها في الأطعمة اليوم .

إنَّ الغذاء الغني بالفيتامينات يساعد أبناءنا وبناتنا لتكون عقولهم يقظة عند تلقي العلوم والمعارف، وليفهموا ما يقرؤون .

قارئي العزيز..

خلاصة القول.. أبناؤنا صغارا وكبارا في إجازة وراحة إنهم بحاجة إلى الطمأنينة، والأخذ بأيديهم نحو طريق يُوصلهم إلى الأمان، ونبعدهم قدر الإمكان من طريق مليء بالمطبات والحواجز والحفر، ولا تكون الطمأنينة إلا إذا أعطيناهم الثقة بأنفسهم وأنهم قادرون على فعل المستحيل .

إنِّهم لا يُريدون منِّا الأكل والشرب فقط، وإنما علينا الاهتمام بالجانب النفسي لئلا يسلكون طريقًا معوجًا يُؤدي بهم إلى المهالك والانحراف .

آخر الكلام..

علينا أن نجلس مع أبنائنا ونرشدهم، نُخبرهم طريق الخير حتى يمشون فيه، وطريق الشر ليحمون أنفسهم من كل أذى، وإن كان عاقلًا يختار طريق الرشاد أما إن زلت قدمه فيتحمل نتيجة اختياره.