حاجر بني عمر.. وحفظة القرآن

 

د. حميد بن مهنا المعمري

halmamaree@gmail.com

 

منذ الزمن السحيق الغابر الضارب بجذوره في القدم، أنجبت بلدة حاجر بني عمر، إحدى قرى وادي الحاجر بولاية الرستاق، في مُحافظة جنوب الباطنة، لفيفًا من المُعلمين الأخيار، الذين ابتعثتهم حاجر بني عمر، مسقط رأسهم؛ لنشر العلم النافع خاصة تعليم كتاب رب العالمين؛ فأنْعِمْ بهم وأَكْرِمْ من مُعلمين مثّلوا بلدهم خير تمثيلٍ أينما حلّوا وارتحلوا.

فقد ابتعثتهم بلدهم حاجر بني عمر منذ فترة طويلة من الزمن إلى القرى المجاورة بل وصلوا إلى قلب الولايات كالرستاق، والسويق، وإلى جانب ذلك كلّه، كانت تصدّر الأئمة لصلاة الجنائز والاستسقاء للقرى المجاورة؛ فما أن يصيح الصايح بنعي وفاة أحدٍ في قرية من القرى المجاورة حتى يتم استدعاء المعلم في تلك الفترة ليقوم بمهمة تغسيل الميت ثم يقوم بالصلاة عليه. وفي هذا المقام يجب أن نلتفت ونلفت عنايتكم إلى أمرٍ مهمٍ للغاية وهي الحركة العلمية في تلك الفترة من الزمن، في ذلك القطر المسلم في زمن كان شظف العيش، وقلّة ما في اليد هو السائد، بل وشغلهم الشاغل، وشُحّ في المعلومة؛ فإنّ وجود هذه الكوكبة من المعلمين يقذف إلى الذهن إمكان القول بامتداد الحركة العلمية منذ القِدَم وتهيئة الظروف لولادة هؤلاء المتعلمين؛ فمن ورائهم أمة متعلمة أنجبت متعلمين ومعلمين.

ومن نافلة القول؛ أن حاجر بني عمر أنجبت حتى الشعراء، كأمثال سليمان بن سيف المعمري -رحمه الله- الذي لُقِب بالشاعر؛ لكثرة حفظه وتخزينه لقصائد شعراء فحول عمانيين وغير عمانيين، إلى جانب قصائده الخاصة به، وكان أهالي القرى المجاورة يستلطفونه، ويخطبون ودّه، ويتوجسون خوفاً من هجائه اللاذع لهم. كل هذا يدعوني للوقوف ملياً إزاء هذه الإشارات التي لا يمكن أن نغفل عنها، والتي يمكن أن نقرأ منها ازدهار الحركة العلمية في تلك الفترة من الزمن، كذلك لا يفوتني أن أُنبّه إلى أن الواحد من هؤلاء المعلمين في ذلك الزمن الشحيح بالعلم وأهله، بحجم عالمٍ من العلماء؛ فكان الآمر والناهي في المحيط الذي فيه، بعظمة وبركة وتأثير القرآن الذي يحمله في صدره، وتَتَلْمُذ أهل زمانه عليه، مما يجعله أكثر قبولاً من غيره.

هذا؛ وصحيحٌ أنّ حاجر بني عمر ليس فيها بحرٌ، ولكن بها رجال صناديد فزعتهم ونجدتهم لغيرهم كأمواج البحرٍ المضطرب الذي لا يعرف الفتور..

وصحيحٌ كذلك أنها جبلية لا سهل فيها، ولكن صدور رجالها أوسع من صحراء الربع الخالي؛ فلا يضيق بهم حال، ولا تُثْنيهم جبال.

أتلوموني بعد ذلك في حُبّها، والتمسك بها، والانتماء إليها، والغيرة عليها، وقد أنجبت مَنْ أذكر ومَنْ لم أذكر؟! ظنّي فيكم-وما خاب فيكم ظني- أنكم ستعذرونني، وستلومون من يلومني ويعذلني فيهم.

وسوف أُعطر أجواء هذه المقالة بذكر أسماء المعلمين والمعلمات ومكان ابتعاثهم، وعسى أن تسنح السوانح، ونفرد كل مُعلم قرآن على حدة، مع ذكر طرف من سِيَرِهم الزكية التي هي انعكاس لسريرتهم النقية.

وإليكم أسماء المعلمين والمعلمات التي أنجبتهم حاجر بني عمر، عليهم جميعاً الرحمة والرضوان:

1- المعلم/ محمد بن المر بن عامر المعمري، وعلّم في بلدة حاجر بني عمر.

2- المعلم/ راشد بن علي بن سالم المعمري، وعلّم في البطحاء بولاية السويق.

3- المعلم/ بدر بن محمد بن ناصر المعمري، وعلم في بلدة الظويهر.

4- المعلم/ عبدالله بن علي بن سالم المعمري، وعلم في السويق، وحاجر بني عمر.

5- المعلم/ سيف بن سالم بن سرور المعمري، وعلم في حاجر بني عمر

6- المعلم/ سليمان بن سيف بن سالم المعمري، وعلم في بلدة الحيلين ثم في بلدة المبرح.

7- المعلم/ علي بن سيف بن سالم المعمري، علم في بلدة بدت، ثم في الحيلين.

8- المعلم/ حمد بن سيف بن سالم المعمري، علم في الملدة، ثم في ودام الغاف بولاية المصنعة

9-المعلم/ راشد بن سعيد بن سالم المعمري، علم في حاجر بني عمر.

10- المعلم/ راشد بن سيف بن سليم المعمري، علم في السويق، وحاجر بني عمر

11- المعلم/ حامد بن عامر بن سرور المعمري، علم في حاجر بني عمر

12- المعلمة/ شيخة بنت علي بن سالم المعمرية، وابنتها شُميسة. علّمتا في حاجر بني عمر.

رحمة الله عليهم جميعا.