ناصر بن سلطان العموري
بعد البيان الثاني الصادر من قبل هيئة تنظيم الخدمات العامة والموجه لجميع شركات الكهرباء بالسلطنة والذي جاء أقوى حدة وأكثر شراسة من شقيقه البيان الأول حينما حفظ ماء وجه المُواطن هاهي الهيئة توضح للجميع وبأعلى صوت "أنا هنا".
فقد تابع الجميع بشغف المُؤتمر الذي عقد عن قطاع الكهرباء بالسلطنة والذي جاء مبشرًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى من خلال الخطوات الإيجابية التي سوف تتخذها هيئة تنظيم الخدمات العامة فيما يتعلق بإنصاف المواطن وضمان حقه في الحصول على خدمة الكهرباء دون قطع وتقدير ظروفه بحيادية ودون غموض ومُراجعة فواتير شهري يونيو ويوليو ودراسة تغيير التسعيرة ومُحاسبة شركات الكهرباء؛ بل ومتابعتها ومدى تقديم خدمة ذات جودة للعميل فقط ما نرجوه أن تقترن الأقوال بالأفعال وأن تكون هناك نتائج ملموسة على أرض الواقع.
ويا ليت هذه العدوى الحميدة التي أخذتها هيئة تنظيم الخدمات العامة في التجاوب مع المطالبات والمناشدات الشعبية تنتقل للجهات المسؤولة عن أسعار المشتقات النفطية ... لا نتحدث عن الطفرة في ارتفاع المحروقات ولا عن تشبيه البعض بسعر شطيرة "سندويتش" بل ارتفع ليصبح الآن بقيمة الضعف... طبعاً لا أحد يتمنى هبوط أسعار النفط دامه مرتبط بانتعاش ميزانية الدولة ففي الأخير صالح الوطن فوق كل اعتبار ولكن ماذا عن المواطن فبعد ما كان يملأ سيارته بمبلغ مُعين ارتفع هذا المبلغ للضعف ومرشح كذلك للارتفاع كون أسعار النفط في تصاعد هذا عن أسعار الوقود
وماذا عن أسعار الديزل فبلا شك أن ارتفاعه سوف يتسبب بارتفاع أسعار السلع والمنتجات بأكثر مما هو حاصل حاليًا والمستغرب أنَّ أسعار الديزل في أوروبا وأمريكا أرخص من مشتقات الوقود الأخرى فهل الارتفاع بأسعار الديزل بسبب تهريبه خارج الحدود بطرق متنوعة فيما سبق؟!
أليس من المفترض وجود آلية معينة أو سقف محدد يحمي المواطن من هذا التصاعد في أسعار الوقود لاسيما أن الكثير بدأ يفكر في مراجعة حساباته والاكتفاء بوسيلة نقل واحدة لتقليل إرهاق ميزانية الأسرة التي استنزفت مؤخرًا وبشدة.
والسؤال المطروح هنا لماذا بات الوقود لدينا يعتبر من الأغلى في المنطقة العربية؟ ونحن دولة مصدرة للنفط أصلا؟ نعم رفع الدعم عن الوقود ولكن لا يجب أن يكون المواطن الذي يتحمل المسؤولية كاملة!
لعل هذا هو الزمن الأغبر الذي كنَّا نسمع عنه فالمجتمع أصبح مادياً مليئا بالمصالح والحياة أصبحت خاوية من القيم والأصالة الحياة فيها نظام الدفع فقط تدفع لتعيش هذا ناهيك عن ضياع القيم جراء ما ينشر من فساد وضلال عبر مواقع التواصل والله يستر من الجيل القادم كيف ستكون مبادؤه فمهما حاولنا الإصلاح والإرشاد فوسائل الهدم لا حصر لها وصدق رسول الأمة صلى الله عليه وسلم، حينما قال في حديثه الشريف "يأتي زمان على أمتي القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار".
فهذا هو الزمان وما فيه من أسقام وأمراض وابتلاءات وفتن ومجون.. نسأل الله السلامة للجميع ولطف الله ببلادنا عُمان وحفظها من كل شر ومكروه.