همسات في آذان الفتاة المسلمة

 

د.حميد بن مهنا المعمري

halmamaree@gmail.com

 

هذه المقالة وُلِدت بإيعازٍ من أحدِ الإخوة الفضلاء، طالبًا منّي-بحُسْن نية منه- أن أُحرر نصيحة غالية أهمس بها في أذن فتاة الإسلام؛ فَنَزَلْتُ عند طلبه، على الرغم من كَثرة الصادّ(الملهيات)، مع قلة الزاد؛ فحاولت جاهداً أن أستجمع الهمّة النائمة، والمُشتتة -عند يقظتها- في دروب الحياة الكثيرة..

(رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِين) .

والهمسة الأولى: أنّ الفتاة في رحاب الإسلام تلك الدرة الغالية المصونة من عبث العابثين، التي لا يرضى لها الإسلام الابتذال ولا الإهمال، بل أراد لها أن تكون حُرّة أبية لا تُضام..

الهمسة الثانية: سُئلت فتاة ما تعريف الأمان لديك، قالت فخورة: حِذاء أبي عند باب بيتنا؛ فلله درها من دُرّة عظيمة يفخر بها المُجتمع، ويُفاخر!

الهمسة الثالثة: جاء الإسلام بتعاليمة العظيمة، وبتشريعاته القويمة ليُنزل المرأة المنزلة التي تليق بها كأمٍّ، وابنة، وزوجة وأخت، وعمّة، وخالة، وجدّة.. وهذه المُسميات تجتمع كلها أو بعضها في امرأة واحدة؛ فتنهمر عليها الحقوق من كل حدبٍ وصوب؛ فالزوج يكرمها، والابن جنته تحت قدمها، والأب في تربيته لها درع وحجاب من النار، والأخ مفخرته؛ فما أعظم المرأة في الإسلام، وما أعظم حقها!!

الهمسة الرابعة: على فتاة الإسلام أن تُدرك تمام الإدراك وأن تَعْلم تمام العلم أنّ هذا الدين العظيم جاء ليُكرمها ويخلّصها من ظلم الظالمين، ومن سوء أدب غير المتأدبين؛ بتطبيق تعاليمه، أصوله وفروعه؛ لتقي نفسها من شر الأشرار.

الهمسة الخامسة: على فتاة الإسلام أن تدرك جيدا أن تعلّمها وتعليمها إذا لم يزدْها رسوخا وثباتا في عقيدتها أمام هذه الأمواج العاتية من الفتن التي تتشكل كل يوم في ثوب مرّقع، ويزدْها إدراكا بحقوقها وواجباتها المنوطة بها؛ فإنّ جهلها خيرٌ من علمها؛ وفطرتها السليمة السويّة التي فطر الناس عليها كفيلةٌ بأن تسلك بها صراط الذين أنعم الله عليهم، وتجنبها طريق المغضوب عليهم، والضالين.

الهمسة السادسة: المرأة في الإسلام فخر الأمة، وهي نصف المجتمع؛ بل قيل المجتمع بأكمله؛ لأنَّ النصف الآخر تصنعه وتشكله بيدها؛ فهي مصنع الرجال، وكم من رجلٍ عظيمٍ خلفه وراء الأستار امرأة عظيمة تدفعه بقوة إلى معالي الأمور بشحنه بطاقة إيجابية ليتغلب على تحديات الحياة وعقباتها الكؤود؛ فهي الجندي المجهول في كل معركة، يُرى أثرها ولا نراها! واضرب لهم مثلاً امرأة كانت إذا خرج زوجها للعمل تشيّعه للباب، وتوصيه أن يتقي الله في رزقهم؛ لأنهم يصبرون على الجوع ولا يُطيقون النار.

الهمسة السابعة: المرأة في الإسلام، ملكة مبجلة على رعيتها، والمرأة راعية في بيتها ومسؤولة عن رعيتها؛ فهي الآمرة الناهية في حدود مملكتها العظيمة، والجميع جنودٌ عندها؛ فيجب عليها أن تحترم وتمتثل تعاليم هذا الدين الذي أعاد لها حقوقها المنهوبة في الجاهلية الأولى وفي جاهلية اليوم؛ لأن هذا الدين المتين السمح، لم يأتِ ليقيّد حرية المرأة ويضيّق عليها، بل سخر الكون بأسره ليخدمها؛ فالشيء الثمين لا بُد أن يُصان من عبث العابثين المفسدين، ولا يوجد شيء أغلى من الأم، والبنت، والزوجة، والأخت.. وأما الرخيص؛ فمُبْتَذل في الطرقات للجميع يمكن الحصول عليه بسهولة ويسر.

الهمسة الثامنة: احذري ثم احذري من دُعاة السوء الذين ليس لهم همُّ سوى تبرج المرأة وإخراجها من مملكتها، لتضيع حقوقها بتضييعها لواجباتها، وتصبح سلعة رخيصة قذرة في الأسواق يتخطف النَّاس من حولها.

الهمسة التاسعة: ترك المرأة لوظيفتها التي خلقها الله من أجلها إضاعة وإفساد للحياة؛ فقد طبع الله فيها من الصفات والخلال ما يجعلها قادرة على الوقوف بحذافيرها عند قوله تعالى :{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب : 33

الهمسة العاشرة: احذري من دعوى الحرية التي أزكموا بها أنوفنا، وأصمّوا آذاننا، ويمتطون صهواتها؛ فهي حُرية فارغة لا تُسمن ولا تُغني من جوع.. تلك عشْرُ همساتٍ في أُذن الأخوات.