‏الخدمات العامة بين صرخات المواطن وضروريات الحياة

 

 

راشد بن حميد الراشدي

عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

 

تسعى الرؤية المستقبلية "عمان 2040" وأهدافها السامية، إلى توفير العيش الكريم للمواطن في بلد حباها الله بثروات ونعم كثيرة وتنطلق من ثوابت عظيمة أهمها الإنسان ركيزة التنمية.

ومع العهد الزاهر المتجدد لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- تنطلق عمان اليوم إلى آفاق أوسع وأرحب في تنمية مستدامة تخدم الوطن والمواطن وتعزز من استقرار الوطن والعيش الكريم للمواطن في مختلف الظروف والأزمات. واليوم نشهد الكثير من صرخات المواطن في ظل المساس بضرورياته الحياتية من خلال ارتفاع الأسعار في الخدمات المقدمة له والتي هي عصب الحياة العصرية التي لا يستطيع الاستغناء عنها؛ فالكهرباء والماء والمحروقات وخدمات الاتصالات باتت من أساسيات وعصب الحياة اليومية للإنسان في عصرنا الحديث ومن ضروريات الحياة الكريمة وعندما يمس الارتفاع هذه المناحي الحياتية للإنسان بدون وجود بدائل فإنَّ صرخات المواطن واستغاثته سنسمعها من كل حدب وصوب.

الكهرباء وتسعيرتها الجديدة وضرورة الحصول عليها في شدة الحر والبرد وما يتبعها من مختلف الأجهزة المنزلية الضرورية أضف إلى وجود معظم أفراد الأسرة من عاملين وطلاب معظم أوقاتهم في المنازل خاصة خلال أزمة كورونا وتبعاتها، كل ذلك أثقل كاهل الأسرة بفاتورة استهلاك الكهرباء بمعدلات أعلى من المعتاد ومع رفع التسعيرة بصورة كبيرة للغاية في بعض الفواتير، جاءت قصمة الظهر على رب الأسرة أكبر وأكبر حتى سمعنا عشرات الصرخات من أبناء المجتمع بغلاء خدمة الكهرباء المُقدمة ولا ننسى تأثير ذلك على القطاع التجاري والذي سيسعى لتعويض ارتفاع سعر الكهرباء برفع أسعار منتجاته والسلع المباعة للمواطن فهي معادلة تصاعدية مع كل ارتفاع في الخدمات المقدمة.

وارتفاع تسعيرة الماء سيكون حاله من حال ارتفاع تسعيرة الكهرباء حيث سيؤثر سلباً على ميزانية الأسرة ومصروفاتها التي باتت تؤرق رب الأسرة خاصة إذا علمنا انخفاض دخل الأسرة مع ما يمر به العالم من ظروف استثنائية ووجود باحثين عن عمل بين الأسر لم يتوظفوا حتى اليوم.

كما إن ارتفاع أسعار المحروقات ومشتقاتها أثر سلباً في خدمة ضرورية تقدم للمواطن من خلال الارتفاع المستمر دون سقف لتسعيرة تلك المحروقات وبدون توفير بدائل عامة في كل الولايات وبصورة كافية؛ كوسائل النقل الجماعي بمختلف أنواعها والتي تغني المواطن عن استخدام مركبته والاقتصاد في مصروفه وكذلك التأثير على أسعار السلع التي سترتفع نظراً لتكلفة زيادة المحروقات على قطاع وسائل النقل التجارية.

وتأتي خدمة الاتصالات كضرورة ملحة من خلال الحاجة لوسائل التواصل الاجتماعي والاتصال خاصة خلال هذه الفترة والفترات المقبلة من أجل توفيرها للطلاب، في تلك الأسر وضمان استمرارية تعليمهم سواءً بالمدارس أو الجامعات؛ لتضيف عبئاً آخر على كاهل الأسرة ومصروفاتها والتي باتت تعاني من غلاء الأسعار في مُعظم احتياجاتها الأساسية مع تناقص دخل الأسرة في ظل الأزمة العالمية التي يمر بها العالم ووجود متقاعدين وباحثين ومسرحين عن عمل داخل بعض الأسر.

إن إيجاد حلول جذرية للخدمات المقدمة للمواطن بات ضرورة ملحة من أجل استمرارية حصول المواطن على تلك الخدمات التي هي من حقوقه المشروعة في هذا الوطن والتي ليس لهُ غنى عنها ويجب معرفة الواقع الذي أوصل الناس لتلك المناشدات والصرخات وأحوالهم التي باتت صعبة جداً ومثقلةً بالهموم والديون من أجل توفير حياة كريمة سعيدة لهم.

اليوم نشد على أيدي الجميع بضرورة دراسة أوضاع تلك الارتفاعات المضاعفة على المواطن ونناشد الجميع تقديم حلول سريعة فورية قبل تفاقم الأمور حين لا يجد رب الأسرة ما ينفقه في مواجهة كل تلك المتطلبات الحياتية الضرورية.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وأسبغ عليهم من مزن خيراته ورفع البلاء والغلاء والفتن عن العالمين إنه سميع مجيب الدعاء.

تعليق عبر الفيس بوك