مرحبا بالإغلاق التام في العيد

سالم بن نجيم البادي

الإغلاق التام في العيد هو القرار الصائب وقد صدر في وقته المناسب فقد عانى الناس من الإحراج في  الأعياد الماضية في زمن كورونا،  حين يأتي الزوار للتهنئة بالعيد وخاصة الاقارب  فيستحي أهل البيت من عدم استقبالهم.

ما نروم نقول لحد ما تجانا، وقد يحدث هجوم مباغت من عائلة كاملة تجدهم عند باب البيت تستقبلهم على مضض وامتعاض ولا تدري كيف تتصرف وأنت في موقف لا تحسد عليه،  والطامة الكبرى إن قرروا الجلوس وتناول الطعام والمكث الطويل في بيتكم. 

حدث في العام الماضي وفي ذروة انتشار المرض والناس في هلع ولم يألفوا بعد التعايش مع المرض، أن جاء احدهم لزيارتنا مع بعض أفراد عائلته وقد بلغ الحرج منتهاه حين قرر البقاء معنا حتى وقت الغداء ولم ينقطع الزوار عنا خلال العيد وبعده. ما العمل لا يمكن أن تطلب منهم المغادرة، هذا مستحيل وعيب، والعادات والتقاليد والقيم والأخلاق الإسلامية والعربية ترفض ذلك.  قمت بالتغريد لعل غيرهم أن يتعظ ولكن أحدهم قرأ  التغريدة، وكأنه عرف أنه المقصود وقد غضب وزعل وأُصبتُ أنا بحرج شديد.  وجاء رجل أيام العيد  للسلام على أهل منطقة وقد علمت الجهات المختصة بذلك فقاموا  بالاتصال به وتحذيره، وقد حدث لغط كثير حول من قام بالوشاية به، وحوادث كثيرة مثل هذه جرت أثناء الحظر  وعلى الجميع أن يتبع التعليمات والتوجيهات الصادرة من الجهات المختصة من أجل سلامته وسلامة الآخرين وتجنب الحرج والتعرض للمساءلة والعقوبة. 

بعض الأفراد في المجتمع يعتبرون مخالفة التعليمات شجاعة والحذر جبن والإنصات إلى نصيحة المخلصين عبث، تجدهم لا يلتزمون بلبس الكمامة وينتهزون الفرص للخروج بسبب وبغير سبب والتزاحم في الأسواق، وهوايتهم المخالفة والمشاكسة والتذمر من كل أمر أو توجيه يصدر من الجهات المختصة الحريصة على أمن وسلامة الناس. 

كورونا لا يزال شرسا وقد حصد حتى الآن أرواحَ أكثر من 4 ملايين من البشر، وهو مستمر في عربدته.. وكفى بالموت واعظا!

الموت يحوم حولنا وفي الأيام الأخيرة مات رجل ثم لحق به ابنه  الشاب بعد أسبوع. وقد  ترك أُماً  ثكلى وابنا رضيعا وأرملة شابة.

وفي حالة أخرى مات الابن الشاب ثم بعد ثلاثة أيام لحقت به أمه ورحل أحد أهلنا ممن يذكرون بالصلاح والتقوى  والسيرة الحسنة، وقد أصاب الحزن كل الذين يعرفونه. 

  المآسي التي سببها كورونا كثيرة جدا   ولا عذر للمستهترين أبدا وعليهم أن يستشعروا خطورة الوضع وأن عدم التقيد بالإجراءات الاحترازية التي وضعت للحد من انتشار كورونا يعد جريمة قد يعاقبون عليها في الدنيا والآخرة.

كما ينبغي التضامن مع أولئك الذين فقدوا أحباءهم ومن  يرقدون في أقسام العناية الفائقة وأقسام  كوفيد في المستشفيات، ولا ينفع الندم حين يكون أحدنا سببًا في نقل العدوى أو في وفاة أحد. نعم الأعمار بيد لله وما كاتبه الله بيصير، وهذه الأقوال يرددها من لا يلتزمون بالتعليمات وهذا صحيح، لكن الله أمرنا بأخذ الحيطة والحذر والأخذ بالأسباب وعدم إلقاء النفس في التهلكة والمحافظة على النفس البشرية، بينما الاستهتار  يؤدي إلى عواقب وخيمة.

لا أعلم كيف يفكر هذا الذي لا يلتزم بالإجراءات الاحترازية وماذا تقول له نفسه ولعل تطبيق القانون بصرامة وحزم يكون خير رادع. 

هذه دعوة لالتزام كل أفراد المجتمع والتقيد بالإجراءات المتبعة للحد من انتشار وباء كورونا. والبقاء في البيوت أيام   العيد يحتاج إلى الصبر والتضحية لأن أيام العيد أيام فرح ومرح ولهو مباح وبهجة ووناسة ولقاء الأحبة والأهل والأصدقاء وتبادل الزيارات والتهاني والخروج إلى الحدائق والمنتزهات  والذهاب إلى البحر أو الصحراء أو الأودية، وحضور طقوس الشواء والتنور  والتجمع لتناول الحلوى العمانية والأكلات والحلويات الخاصة بالعيد ولكن للضرورة أحكام وعسى أن يكون الفرج قريبًا

والله يحفظ الجميع والعيد فرصة رائعة  للتفاؤل والأمل  في أن يمر دون أحزان ودون إصابات بكورونا وأن يكون الالتزام بعد العيد كما كان في العيد. ومرة أخرى مرحبا بالاغلاق التام في العيد.