د. مجدي العفيفي
تكررت الكلمة في حواريتي مع محدثي أكثر من مرة، حتى أنها لفتت انتباهي واستقطبت اهتمامي.. وهي نفس الكلمة التي تتخذ منها الطرق الصوفية سبلاً قويمة ومرجعيات رشيدة.. وهي ذاتها التي يعتمد عليها علم النفس في كثير من نظرياته العلمية والعملية.. وقد وردت الكلمة في القرآن الكريم 12 مرة في سياقات متنوعة واشتقاقات كثيرة ..
اتخذها محدثي قاسما مشتركا، وهو المسؤول الكبير الذي يتحمل مسؤولية ذات تعقيدات تتشابك مع أجهزة عديدة في خدمة المواطن في عالمنا العربي
كنت أبث تخوفي هذا إلى محاوري، وهو ليس من الذين يلقون اللوم على طرف دون آخر، ولا يرى هذا الطرف ملاكا والآخر شيطانا، إما أبيض وإما أسود، بل يتحمل الطرفان مسؤولية التقصير..
وهنا تتجلى الكلمة التي تسللت بها الجملة الافتتاحية لهذا المقال إذ هي تحمل (جينات) هذه الأطروحة.. إنها كلمة (السلوك)... التي ركز عليها محدثي، إذا أردنا التغيير الموضوعي، تفرعت الحوارية وتشعبت لكن نقطة الارتكاز هي( السلوك).
المهم.. هو السلوك محور النجاح أو مصدر الفشل، فرديا كان أم جماعيا، في التعامل الإنساني، لم يكن من قبيل المصادفة أن يتزامن هذا الانشغال الذاتي والموضوعي، مع رسالة مثيرة للجدل، عنوانها يفكر لنصها، جديدة في معناها مفيدة في إشاراتها، جديرة بالتشارك مع السادة القراء..
فعلا الرسالة تحمل نظرة أو نظرية تستحق التأمل والتفكير، نظرا لواقعيتها وجديتها .. استوقفتني طويلا..وهي كالتالي :
إذا كان ترتيب الحروف الأبجدية كالتالي:
A B C D E F G H I J K L M N O P Q R S T U V W X Y Z
يوافق ترتيبها العددي كالتالي :
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26
إذا أعطي كل حرف في اللغة وزناً بناءً على ترتيبه الأبجدي، يعنى مثلًا أول حرف هو A وزنه يساوي 1 ، وآخر حرف Z وزنه يساوي 26 ..فإن :
* العمل الجاد :
( H+A+R+D+W+O+R+K ) =
8+1+18+4+23+15+18+11 = 98%
* المعرفة:
( K+N+O+W+L+E+D+G+E ) =
11+14+15+23+12+5+4+7+5 = 96%
* الحب:
( L+O+V+E ) =
12+15+22+5 = 54%
* الحظ :
( L+U+C+K ) =
12+21+3+11 = 47%
معنى هذا أنه لا شيء مما سبق سوف يعطيك نتيجة 100% التي تريدها
@ إذن هل هي النقود ؟؟؟
( M+O+N+E+Y ) =
13+15+14+5+25 = 72%
طبعاً لا !
* ربما تكون القيادة ؟
( L+E+A+D+E+R+S+H+I+P ) =
12+5+1+4+5+18+19+8+9+16 = 97%
أيضا لا.. !!
لكل مشكلة حل، ربما إذا غيرنا سلوكنا وأسلوبنا في التعامل فقط ..
** السلوك « ATTITUDE «
( A+T+T+I+T+U+D+E ) =
1+20+20+9+20+21+4+5 100=%
إذن هو السلوك ..!!
نعم يا صديقي.. إذا غيرنا سلوكنا تجاه الحياة، سوف نحدث تغييرا حقيقيا في حياتنا ... أليس كذلك؟.
كلنا مسؤولون عن أنفسنا.. إذا استبدلنا عبارة «أنا أم أنت»لتصبح:«أنا وأنت» فالمجتمع أنا (و) أنت، وليس أنا (أم) أنت..والطريق يتسع للجميع، فلماذا نضيَّق على أنفسنا، ونضيق بأنفسنا..وصدق الشاعر :
والنمل تبنى قراها في تماسكها
والنحل تجني رحيق الشهد أعوانا
نعم يا فيلسوفنا العظيم زكي نجيب محمود.. لابد أن نتغير«لكن لابد من تغيير أوتار القيثارة ليتغير النغم» حتى لا نكون نحن ضحايانا...!
وفي الأدبيات الإنسانية والأخلاقية.. أنا لستُ أنت.. وليس شرطاً أن تقتنع بما أقتنع به.. وليس من الضرورة أن ترى ما أرى، فالاختلاف شيء طبيعي في الحياة..
وما تصلح له أنت قد لا أصلح له أنا.. ما يُزعجك ممكن ألا يزعجني.. وينبغي عليك أن تُساعدني على توضيح رأيي فمن المستحيل أن ترى بزاوية 360 درجة وأنا أيضًا..
ساعدني أن أفهم وجهة نظرك، واقبلني كما أنا حتى أقبلك كما أنت، فمعرفة الناس للتعايش معهم لا لتغييرهم.. والحوار للإقناع وليس للإلزام..
لولا حاجتي وضعفي لما نجحت أنت .. أنا لا أرى وجهي لكنك أنت تراه.. إن حميت ظهري أنا أحمي ظهرك..
الحياة تتسع لي أنا وأنت وغيرنا.. كما لك حق فلغيرك حق .. يمكنك أن تغير نفسك ولايمكنك أن تغيرني.. دعنا نتحاور فالحوار للإقناع وليس للإلزام.. ساعدني على توضيح رأيي.. اقبلني كما أنا حتى أقبلك كما أنت.. ولولا أنك مختلف لما كنت أنا مختلفا..
انتبه يا صديقي ..لو أن الناس بفكر واحد لقتل الإبداع..
اطرح كتابك.. واحفر في أرض نفسك.. يخرج لك ينبوع..
واعلم أن تكسيرك لمجاديفي لايزيد أبداً من سرعة قاربك..
إن ما يوجد يكفي الجميع..!.