طالب المقبالي
عندما أكتب عن مسندم ينتابني إحساس بأنَّ مسندم هي بوابة الخير لعُمان، وعندما يأتي ذكر مسندم تتوارد الأفكار إلى مضيق هرمز بوابة العبور لكل العالم، وهي الحارس الأمين لهذه البوابة الثمينة والهامة، وهذا ما ذكرته أيضاً في مقدمة مقال كتبته عن مسندم بعنوان "مسندم بوابة العالم".
ونظراً لهذه الأهمية لمحافظة مسندم يأتي بيان مجلس الوزراء بشأن تطوير محافظة مسندم، والتوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بالإسراع في تنفيذ قرارات مجلس الوزراء لتحقيق التنمية الشاملة والمُستدامة في محافظة مسندم؛ حيث شملت القرارات إنشاء فرع لجامعة التقنية يضم عددًا من التخصصات وتحويل ميناء خصب إلى منطقة لوجستية وفتح خطوط مباشرة للتصدير وإنشاء مناطق اقتصادية سياحية خاصة.. وإشهار "محاس" منطقة اقتصادية.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية أنَّ هذه التوجيهات تأتي في إطار الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم- حفظه الله ورعاه- بشأن تطوير محافظة مسندم وتحقيق تنمية شاملة مُستدامة، وتنويع اقتصادي قائم على المقومات التنافسية التي تمتلكها المحافظة، إضافة إلى جعلها أكثر جاذبية للاستثمار.
من جانبها أكدت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية أن إنشاء فرع لها بمحافظة مسندم يعد من المشاريع ذات البعد الاقتصادي والعلمي والسياحي والاجتماعي، وهو جزء من استراتيجية التنمية الشاملة والعمرانية لتطوير محافظة مسندم ويأتي منسجمًا مع "رؤية عُمان 2040".
وقالت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية في بيان إن المشروع سينفذ على مرحلتين حسب نوع البرامج تتضمن المرحلة الأولى برامج نوعية تشمل الهندسة الميكانيكية وهندسة نظم النقل وهندسة أنظمة الطاقة وهندسة البناء وصيانة المباني وإدارة الخدمات اللوجستية وإدارة نظم النقل، فيما تشمل البرامج المُقترحة للمرحلة الثانية الملاحة البحرية وتقنية مُعالجة المنتجات السمكية وإدارة الرياضات البحرية.
وقد ذكرت في مقال سابق أنَّ محافظة مسندم قد حظيت أيضاً بالاهتمام السامي من قبل السلطان الخالد في نفوسنا السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه؛ حيث تفضَّل جلالته- رحمه الله- فأصدر أوامره السامية في عام 2012 بإقامة مشاريع خدمية وتنموية في محافظة مسندم، وذلك توالياً لمُنجزات النهضة المباركة التي عمَّت أرجاء الوطن الغالي واستمراراً لمسيرة الخير والنماء التي تشهدها محافظة مسندم كمثيلاتها من محافظات السلطنة من خلال إقامة مشاريع خدمية وتنموية في شتى المجالات بما يعود نفعها على المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة على حدٍ سواء.
وشملت الأوامر آنذاك استكمال الإجراءات اللازمة لطرح مناقصة مشروع طريق دبا- ليما- خصب، باعتباره من مشاريع البنية الأساسية التي تسهم بشكل فاعل في انسيابية حركة المرور ونقل البضائع من المحافظة وإليها.
كما شملت تلك التوجيهات السامية للسُّلطان قابوس طيب الله ثراه للجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتطوير ميناء خصب وتوسعته من أجل باستيعاب أنشطة الميناء الاقتصادية والسياحية خلال الخطة الخمسية 2016م - 2020م.
وأيضاً من حيث إدارته وتشغيله ورفع كفاءته ببناء الأرصفة البحرية وإيجاد الساحات المناسبة لاستيعاب الأنشطة التجارية والسياحية والتسهيلات المرتبطة بهذه الأنشطة كالاستراحات والأماكن المناسبة لاستقبال أصحاب السفن والقوارب التجارية وتوفير القاطرات البحرية والتدريب على تشغيلها، إضافة إلى تطوير المنطقة المحيطة بالميناء وذلك وفق الدراسات الاستشارية المتخصصة.
وتأتي هذه التوجيهات الجديدة من قبل جلالة السُّلطان هيثم بن طارق حفظه الله تواصلاً للنهج السلطاني السامي من أجل تطوير ونمو هذا الوطن الغالي.