علي بن بدر البوسعيدي
تملك دبلوماسيتنا العمانية رصيدًا كبيرًا من الخبرات المتراكمة والعمل الدبلوماسي الرصين، الساعي لنشر السلام وتعزيز الاستقرار في كل بقاع العالم، فضلاً عن القيام بالأدوار الوطنية الملموسة مع الدول الشقيقة والصديقة، وهي جهود لا تخطئها عين، ولا ينكرها إلا جاحد، لكن ولله الحمد الجميع يشهد بما حققته- وما زالت تحققه- الدبلوماسية من منجزات.
وتنشط الدبلوماسية العمانية في الوقت الراهن من أجل إحراز تقدم في عدد من الملفات الإقليمية والدولية، فالدور العُماني في اليمن أو الملف النووي الإيراني أو غيره من القضايا الملحة على الساحة، واضح ويعمله القاصي والداني، ومسقط ما زالت تمثل قبلة للباحثين عن الاستقرار والرخاء.
وخلال الأيام القليلة الماضية، لاحظنا جميعاً تكثيف المشاورات واللقاءات بين المسؤولين من السلطنة ونظرائهم في المملكة العربية السعودية الشقيقة، من أجل التباحث حول عدد من المستجدات الإقليمية والدولية، علاوة على بحث سبل تعزيز التعاون المشترك، والعلاقات الثنائية المُتميزة.
وهنا نود أن نُشير إلى أن الدبلوماسية العمانية كما هي قادرة على تحريك الملفات السياسية وحلحلة القضايا الإقليمية، تعمل بصورة مكثفة على الاستفادة من العلاقات المختلفة مع دول العالم، من أجل جذب الاستثمارات الأجنبية، وما أدل على ذلك من الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، من خلال ما يتم عقده من لقاءات مع سفراء الدول لاستعراض الميزات التنافسية للسلطنة، ودعوتهم للاستثمار في المناطق الصناعية والحرة، والاستفادة من المقومات الاستثمارية الكبيرة، خاصة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وكذلك الاستثمار في القطاع السياحي واللوجستيات والثروة السمكية والصناعات التحويلية، وغيرها من القطاعات الواعدة.
والآمال معقودة على هذه الجهود وغيرها لجذب أكبر عدد ممكن من المستثمرين الأجانب، بما يُسهم في تنمية الاقتصاد وتوفير فرص العمل لشبابنا وبناتنا، فضلاً عن زيادة إسهام مختلف القطاعات الاقتصادية في الناتج المحلي الإجمالي.
إننا إذ نُثمن كل الجهود المبذولة من قبل الدبلوماسية العُمانية، فإننا نطمح لتكثيف الجهود ومواصلة السعي للاستفادة من القوى الناعمة العُمانية، بما يخدم مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة في وطننا العزيز.