حمود بن علي الحاتمي
قبل مُباراتنا مع المُنتخب القطري كانت كل الألسن تتحدث عن توقعاتها المُحبطة بظهور منتخب ضعيف مُستسلم أمام المنتخب القطري عطفاً على الظروف التي مرَّ بها من خلال توقف الدوري وكذلك ضعف الاستعدادات والمباريات الودية التي لعبها، وغيرها، حتى ذهب أحد المحللين في برنامج "الدكة" إلى المُقارنة الظالمة بين لاعبي المنتخب الحالي والجيل الذهبي وقال لا يُوجد لاعب الآن بقيمة لاعبي الجيل الذهبي؛ وتلك مُقارنات هادمة عانت منها الكرة الكويتية طويلاً بعد جيل جاسم يعقوب، والحط من إمكانيات اللاعبين الذين أتوا من بعدهم.
هذا لم يحدث عند اتحادات أخرى تجدد دماء منتخباتها، وهذا ما أخشاه على كرتنا العُمانية من خلال وأد المواهب العمانية قبل ظهورها بسبب استعراض عضلات النقد والنقد الهدام الذي سيطال كل لاعب قادم للكرة العُمانية!
الأحمر العماني فاجأ كل المتابعين منذ بداية المباراة والنجوم جمعة الحبسي وزاهر الأغبري وعبدالله فواز وعبدالعزيز الغيلاني لم ترهبهم نجومية أبطال كأس آسيا الأخيرة الهيدوس والمعز علي وسعد الشيب، بل أظهروا إمكانيات عالية مع نجوم الأحمر الاخرين، وكذلك البدلاء: أمجد الحارثي وعصام الصبحي وخالد الهاجري كبدلاء ونشطوا هجوم المنتخب وتحركاته وحجموا من خطورة المنتخب القطري.
المدرب برانكو إيفانكوفيتش أثبت قدراته كمدرب قدير استطاع توظيف إمكانيات لاعبيه وقرأ افكار الأسباني سانشيز مدرب العنابي وتعامل مع جزئيات المباراة بكل فطنة وبراعة.
سأخرج عن الخط ولن أتحدث عن مسؤولية الحكم في سلب نتيجة المباراة ولن أكون أبلغ من المذيع خالد الشكيلي بعد نهاية المباراة في وصف ما آلت إليه المباراة ولا ضيوف برنامج الدكة ليلة المباراة ولا مقال الأستاذ أحمد السلماني في جريدة الرؤية يوم أمس بعنوان( مهازل التحكيم الآسيوية) وبقية المغردين. لكن أريد أن نخرج من ديدنة الظلم التكحيمي إلى تعظيم إمكانيات وقدرات اللاعبين والثقة في إمكانياتهم وقدرة المدرب على بناء منظومة قادرة على مواجهة الفريق القطري بإمكانيات لا زالت تحتاج إلى العمل.
مباراة أفغانستان القادمة هي بوابة دخولنا إلى التصفيات النهائية للتأهل لكأس العالم 2022 في قطر.
وتشكل المباراة أهمية كبيرة للأحمر ولذلك وجب العمل بنفس النسق الذي كان عليه في مباراة قطر ولا نعطي المنتخب صورة بضعف إمكانيات المنتخب الأفغاني بل يجب أن نغرس في لاعبينا احترام الخصم مهما كان وضعه؛ بل يجب أن نبني على ما قدمه اللاعبون من أداء في المباراة السابقة.
تقديم الدعم المعنوي والمادي وننسى ما كان في مباراة قطر ونقلب الصفحة والتطلع إلى النقاط الثلاث مع منتخب أفغانستان وزيادة غلتنا من الأهداف واستغلال الفرص أمام المرمى.
ولا شك أن برانكو درس منتخب أفغانستان جيدًا ووضع السيناريو الذي ستكون عليه المباراة والتشكيلة المناسبة التي سيدخل بها المباراة.
وهنا لي همسة إلى اللاعبين، وأقول إن ما قدمتموه أمام قطر كان شهادة عبور إلى النجومية ومع ذلك يجب أن تؤكدوا نجوميتكم أمام أفغانستان في موقعة الجمعة باحترامكم للخصم وتقديم أقصى ما لديكم من عطاء واستغلال الفرص في التهديف فكم نحن متعطشون إلى غلة وفيرة من الأهداف.
وهمسة أخرى إلى جماهيرنا الوفية: رجال الأحمر قادرون على تحقيق الفوز ودعمكم لهم بالكلمة المعبرة حافز لهم وهو ما حدث في المباراة السابقة ونتمنى أن يتكرر.
وهمسة إلى إعلامنا: أتمنى أن تبتعدوا في تحليلاتكم عن المقارنات الظالمة بين نجوم الأحمر والجيل الذهبي فتلك مُقارنات هادمة؛ كما ذكرت عانت منها منتخبات ولا أحب أن تتكرر مع منتخبنا فلكل زمن رجاله ونجوم الأحمر كزاهر الأغبري وأمجد الحارثي وعبدالله فواز ورفاقهم هم رجال اليوم ومُستقبل عُمان القادم فلنحفزهم بالكلمة الطيبة ونقدم لهم النصيحة الفنية التي تطور من قدراتهم.
الأحمر غالب بإذن الله وجماهيره وإعلامه الوفي من خلفه.. سير يا الأحمر!