الرؤية- ناصر العبري
حظيت ولاية أدم بمُحافظة الداخلية بتراث تاريخي خالد، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى أديم الأرض وهو التراب، غير أنَّ مؤرخين يقولون إن ثمَّة معنى آخر لاسمها وهي الأرض الخصبة التي تقع وسط الصحراء، ويسميها عامة الناس "الساكبية" نسبة إلى خصوبتها على مدار العام؛ وهي عبارة عن سهل مفتوح منبسط تقع في وسط الصحراء.
وقد ذكر المؤرخ البارز الشيخ سالم بن حمود السيابي- رحمه الله- أن "أدم بلدة طيبة حسنة، بهجة المنظر، جميلة المخبر، تقع في سهل من الرمل، ويسايرها جناح مرتفع منه، وهي أطيب البلاد هواء، وأفسحها فضاء، وأمدها فلاة، وأنعشها صحة".
وولاية أدم حافلة بسجلها التاريخي فهي ملتقى القوافل التجارية في زمن الجاهلية في رحلتي الشتاء والصيف حيث كان سوق أدم أحد أهم الأسواق التي يفد إليها العرب من كل الجزيرة العربية وليس من عُمان فحسب، مما يدل على مكانتها وقدمها وشهرتها وموقعها وتأصل حضارتها فقد استوطنها الإنسان منذ قديم الزمان، وتم فيها الكشف عن مواقع قديمة تعود إلى العصر الحجري، وهي عبارة عن أدوات حجرية دائرية الشكل في منطقة الحوشي التي تعتبر من أقدم المواقع الأثرية في الولاية، كما وجدت استكشافات أثرية تمثلت في النقود المعدنية التي عثر عليها في مسجد الغريفة بحارة الروغة.
وتتمع الولاية بتراث خالد يتمثل في القلاع والأبراج القديمة التي تتوزع على كافة أرجاء الولاية حيث يوجد ما يقرب من 30 برجًا شامخا، وعددٌ من القلاع التي تتميز بصلابتها ونقوشها الفنية بين أروقتها وأقواسها المتداخلة ويعود تاريخ معظمها إلى ثلاثة قرون ماضية.
وتضم الولاية مساجد أثرية، منها مسجد حارة جامع البوسعيد، والذي يتميز بمحرابه الجصي الجميل بأشكال هندسية وكتابات قرآنية. وتشير المصادر التاريخية إلى أنه بُني عام 717هـ.
وتنتشر في الولاية أعداد كبيرة من الأبراج تصل إلى حوالى 30 برجا؛ لا يزال معظمها قائماً حتى الآن ومن أهمها برج المجابرة وهو برج أسطواني يعتبر أطول أبراج الولاية يتكون من أربعة طوابق ويصل ارتفاعه إلى 22 مترا ويقع في الزاوية الشمالية الغربية من حارة المجابرة.
وتتميز ولاية أدم بالعديد من المقومات السياحية الطبيعية والتي تتناسب ورغبات السياح من داخل وخارج السلطنة فبالإضافة إلى المعالم الأثرية كالمساجد والحارات والقلاع والحصون والأبراج هناك المناطق الصحراوية المفتوحة التي تشكل معظم مساحات الولاية.
وتوجد بالولاية مجموعة من الأفلاج بلغت 40 فلجاً في إحدى المراحل الزمنية، لكن لم يتبق منها حالياً سوى 4 أفلاج كلها داؤوية، وهي: فلج العين، وفلج المالح، وفلج الشارع، وفلج الفليج، وتروي مناطق شاسعة من أراضي الولاية.