فايزة الكلبانية
نُريد وظيفة.. لا نُريد المستحيل، مُتحدين نقف.. متفرقين نسقط، تأجيل القرارات الحكومية، صرف الأراضي للمستحقين الرجال والنساء، إلغاء القرارات الأخيرة، إلغاء ضريبة القيمة المُضافة، يدًا بيد ضد الفساد.
كانت تلك جمل وعبارات رفعها المواطنون الذين شاركوا في التجمعات التي شهدتها بعض مُحافظات السلطنة خلال الأيام القليلة الماضية، وكلها تمضي في طريق الإصلاح كمطلب شعبي، وخاصة فيما يتعلق ببعض القرارات الأخيرة التي أثارت استياء وغضب المواطن، فإذا ما كان القرار متعارضًا مع أوضاع البعض والوقت ليس مناسبًا لتطبيقه لابُد من إعادة النظر، واتخاذ جميع البدائل من مُنطلق الإصلاح والتطوير. وواحدة من القضايا الحساسة اليوم على الساحة المحلية ملف الباحثين عن عمل، لا سيما وأنَّ الوضع الاقتصادي غير قادر على استيعاب أعداد الباحثين عن عمل والتي تقدر سنوياً بـ40 ألفاً، والحلول تتطلب تطوير الهياكل الاقتصادية، لكن في ظل انتشار جائحة كورونا وعدم توفر اللقاحات، كل ذلك تسبب في تدهور الأوضاع وتراجعها، مما أدى إلى أن يكون القطاع الخاص بمختلف مؤسساته أيضًا غير قادر على استيعاب توظيف الباحثين عن عمل؛ لكونهم متأثرين بتبعات جائحة كورونا.
البعض يرى أنَّ تأسيس صندوق الأمان الوظيفي ما زال لم يؤتِ ثماره المأمولة، ولم يُحقق الأهداف المرجوة، ويترقبون الأفضل، والبعض له رؤية ومنظور مختلف، وهي أنَّ بعض الشركات استغلت تأسيس الصندوق وكان سبباً في زيادة إجراءات تسريح العاملين، متعذرين بعدم تمكنهم من دفع الرواتب الشهرية نتيجة لتراجع الدخل. وإذا كان ذلك صحيحًا، فمن المسؤول اليوم؟ والبعض من المسرحين ممن يترددون على الجهات المعنية يرون أن عدم التجاوب السريع من الجهات المعنية مع شكواهم جعل الشركات تتمادى في التسريح بدون حلول أخرى، وذلك وفقاً لما نشهده من حوارات وتصريحات عبر وسائل الإعلام المختلفة، ووسائل التواصل الاجتماعي من عدم تجاوب الجهات المعنية مع شكواهم وبلاغاتهم عما يتعرضون له من تسريح، حتى إن البعض من العاملين في البنوك مُهددين بالتسريح. يأتي ذلك في ظل غياب التجاوب وتكدس المزيد من المُسرحين إلى جانب زيادة أعداد الباحثين عن عمل، وقسوة الوضع المعيشي على بعض المواطنين، في ظل ما يتلقونه من قرارات صادمة تفرض عليهم رسومًا وضرائب، إلى جانب قرارت غير مُناسبة من حيث التوقيت وآخرها القرار الخاص بالأراضي السكنية.
لا شك أنَّ الإصلاح هو غاية الجميع، والنظر في مطالب المواطنين وعلى رأسها التوظيف، هو الهدف والغاية التي يسعى لها كل مواطن محب ومخلص لهذا الوطن وقائده، وكل ما حدث ليس سوى تراكم لفترات سابقة، خاصة في ظل تبعات جائحة كورونا، وفي ظل التسريح وأعباء الديون على المُواطن والمؤسسات الخاصة، وإفلاس عدد كبير من الشركات.
وأخيرًا.. إن الجميع بحاجة لجرعات من الإيجابية والصبر والتفهم، واختيار الوقت المُناسب لإصدار القرارات، وعلينا جميعاً أن نكون متحدين لا متفرقين.
*****
همسة اعتصام
استمعوا لمطالبهم بحسكم الوطني.. كونوا لهم عونًا.. فهم منكم وإليكم..
سارعوا في تنفيذ خطط الإحلال والتوظيف.. والوقت كفيل بالتغيير السريع لأجل عُمان وشعبها.