سالم بن نجيم البادي
قد وصلت رسالتكم يا من خرجتم للمطالبة بما تعتقدون انها حقوقكم المشروعة، قلوبنا معكم، نؤمن بانكم ما خرجتم بطرا، نتفهم الظروف التي اخرجتكم، ندرك نبل مشاعركم وحسن نواياكم، ولا احد يشكك في وطنيتكم ولا في حبكم لوطنكم العزيز الغالي، ولا في ولائكم لمولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.
لقد وقفت ضد الهمز واللمز في صدق وطنيتكم ومن يحاول كما في كل مرة ان يشير الى ان وراء خروجكم جهات خارجية، معظمكم ان لم اقل كلكم، اخرجتكم الحاجة الى الوظيفة ونفاذ صبركم واستفزاز بعض المسؤولين لكم بتصريحات غير مسؤولة، وصدور قوانين مستفزة كذلك والتي طبخت على عجل ولم يستشر فيها الشعب او من يفترض انه يمثل الشعب وهم اعضاء مجلس الشورى.
الرسالة وصلت.. عودوا الى بيوتكم، لا داعي لكل هذا الحشد والتوتر في وسائل التواصل الاجتماعي، لا تتيحوا الفرصة للشامتين في الخارج والمرجفون في المدينة في الداخل، فما يتداول عن خروجكم ادمى قلوبنا وسبب لنا صداعا وارقا طويلا (الساعة الثالثة بعد منتصف الليل وانا اخط هذا المقال).
انتشرت اخبار خروجكم في القنوات الاخبارية العالمية ومواقع التواصل حول العالم، وحتى كوهين واشباه كوهين من العرب دسوا انوفهم ليس حبا فيكم؛ بل من باب الحقد الدفين. وكثر الذين يصطادون في الماء العكر ومدعو التضامن، وسالت اودية النصح والتحليلات والانتقادات واقتراح الحلول السحرية والقصائد والتغريدات ومقاطع الفيديو والهرج والمرج، والكل صار يدلي بدلوه، كما كثر أهل الفهم والخطط الاستراتيجية، واختلط الحابل بالنابل وراجت الاشاعات والاكاذيب.
الى الاحبة في صلالة وعبري تمهلوا قليلا.. نعم، صحار واهل صحار يستحقون الثناء والتمجيد، لكن على الجميع ان لا يزيدوا النار اشتعالا. ويا اهل تويتر داخل الوطن توقفوا عن الوسوم (الهاشتاجات) التي تؤجج الاحتقان الشعبي. والى الجهات الامنية تعاملوا بالرفق واللين مع من خرجوا، ارحموا شبابهم وآمالهم واحلامهم ومستقبلهم واسرهم وذويهم واستحضروا سيرة ووصايا الراحل المبجل السلطان قابوس- رحمه الله- وهو القائل "الرحمة فوق القانون"، وتذكروا إرثه الخالد في الصفح والتسامح والعفو، وتذكروا مواعظ الشيخ احمد بن حمد الخليلي وهو يحث على الرفق واللين والعدل ومحارية الظلم والفساد.
ثقوا في حكمة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- ولتهدأ النفوس والخواطر والله يحفظ عمان واهلها.
واقول للذين خرجوا شكرا لكم، وشكرا على سلميتكم ورقيكم، وحتى من اخذهم الحماس وفورة الشباب وجنحوا الى العنف قليلا، فإن المرجو منهم العودة الى الرشد والهدوء. وبما ان مطالبكم قد سُمعت فإن عاقبة الامر خير إن شاء الله.