حلول مستعجلة ودائمة لمعالجة الأزمة

 

ناجي بن جمعة البلوشي

لأننا في عصر السرعة والذي لا يتحمل التأخير والانتظار كثيرًا خاصة عندما يتعلق الأمر بفئة الشباب الذين ليس لديهم سوى كلمات واضحة وبسيطة ونهائية فقط كالنهاية ماذا؟ أو هات من الآخر!

والحلول تبدو أكثر تعقيدًا لهم كلما زاد الوقت ومضى عليهم، فلا يستوعبون ما المقصود من تلك الحلول لما معهم من ظروف مساعدة وأدوات مشوشة، مما يزيد معاناتهم والتشويش على جوانب تفكيرهم وقناعاتهم التي كانوا تجمعوا من أجلها، فالعالم الافتراضي يُهيج كل ما في عقولهم وتفكيرهم من أفكار ومشاعر، ففيه الكثيرين ممن اتخذوه منبرًا لاستعراض العضلات وإلقاء المحاضرات والخطب والحكم المؤججة، فهولاء الشباب كانوا قبل يومين قريبين من الحل الأمثل لمشكلتهم التي يرونها مشكلة كبيرة، بينما الحل كان أبسط وبسيطًا جدًا ويتمثل في نزول المدير العام لتلك المديرية، والاجتماع معهم في قاعات الاجتماعات مع الاتصال بالشركات العاملة في تلك المنطقة لتأمين وظائف لهم في ذلك اليوم أو الشهر.

هذا الحل طبعا كان قبل يومين، لكنه بعد أن تجمعت سيارات الأمن العام وشرطة المهام الخاصة في عيون أولئك الشباب تم تصويرها وإرسالها إلى الكثيرين الذين بدورهم بدأوا في استعراض العضلات ونشر الخطب والحلول... إلخ، حتى أصبح الحال معقدًا في نظر أولئك الشباب؛ وهم فئة بسيطة متواجدة في الواقع وفئة كبيرة متواجدة في العالم الافتراضي.

من جانب آخر لم يتمكن جزء من الإعلام الرسمي في احتوائهم مع إنها التجربة الثانية في السلطنة، لكن لا نقول سوى أنه تبدل الأفراد في المناصب وبقيت الآليات والإجراءات كما هي، وإلا فإنه كان بإمكان وزارة الإعلام نفسها احتوائهم واحتواء فيما كانوا يفكرون، فالشباب يُريد أن يوصل صوته إلى الجهات العليا في البلد، فلو أُجريت مقابلات ونُقل تلفزيونيًا وإذاعيًا ما يحدث على الأرض، لكانوا من السعداء بما حقوقه، لكنها تركتهم للعالم الافتراضي الذي شوش عليهم أفكارهم وكل ما أتوا من أجله حتى وجدنا "الهاشتاجات" تكتب بألفاظ ليس لها في ثقافتنا العُمانية شيء من التطابق، لكنهم استندوا إليها من أحداث غزة ومن قبل كلمة "هرمنا" من أحداث جمهورية تونس؛ حيث هناك من بإمكانه أن يقنعهم بها من أوساط ذلك العالم الافتراضي مع غياب من يمكنه إقناعهم من قبل المسؤولين في الجهات الحكومية في ذات الوقت.

ولأن الوقت يمضي والحلول لا بُد لها أن تكون أسرع مما يعتقد، فإن التوجه الطيب الذي قام به أفراد الأمن مع أولئك الشباب كان له أثره وصداه في نفوسهم وفي عقولهم، لكنه لن يطول كثيرا ما دام هناك أفراد كثر في العالم الافتراضي يخطبون ويتحدثون إلى أولئك الشباب، وهنا نظن أن وجود شخصيات لها الأثر الفاعل في المشهد مقابل وجود تلك الشخصيات في العالم الافتراضي، سيكون له النفع الكبير والصدى الأكبر؛ حيث إن مقابلة عاجلة مع وزير العمل ربما نراه مناسبًا، خاصة وإن كان هذا اللقاء مشفوعًا بنقل إعلامي، كما إنه بالإمكان استصدار قرارات مُستعجلة لا تؤثر على خطط وأوضاع السلطنة المالية والاقتصادية؛ كالنظر في مستحقات أبناء الضمان الاجتماعي أو استقبال بنك الاسكان لطلبات العاملين في القطاع الخاص للعاملين بالرواتب المنخفضة، أو مما يجده ولاة الأمر مناسبا وفيه مصلحة للوطن والمواطن.

حفظ الله تعالى عُمان أبية شامخة.