علي بن بدر البوسعيدي
تزخر الطبيعة في وطننا العزيز عُمان بالعديد من المُميزات والخيرات الطبيعية التي أنعم الله بها علينا، ولقد أدرك الإنسان العماني القديم هذه النعم وسعى للاستفادة منها في شتى المجالات، ومن أبرز ما تنعم به طبيعتنا البرية النباتات العطرية وخاصة في المناطق الخصبة مثل الجبل الأخضر وغيرها، والتي تمثل موردا اقتصاديا معتبراً، فضلاً عن كونها مواد خام تساعد في الكثير من الصناعات الدوائية.
لكن واقع الحال يُشير إلى أننا لم نُحقق الاستفادة الكاملة المرجوة من هذا المورد، بل ربما لم نبذل أي مجهود لتنميته، من خلال التوسع في استزراع هذه النباتات، على الرغم من توافر التربة الخصبة لذلك. فهذه النباتات العطرية تسهم في صناعات عديدة، على رأسها الصناعات الدوائية، التي لو عملنا على استغلالها الاستغلال الأمثل لحققنا الكثير من الفوائد، في المقدمة منها توفير فرص عمل في القطاع الزراعي، وأيضاً في النقل واللوجيستيات، وفي القطاع الدوائي، من خلال جذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية لإنشاء خطوط إنتاج دوائية، خاصة في المناطق الحرة والصناعية، والتي تقدم تسهيلات وميزات استثمارية واعدة جداً.
ويتوازى مع ذلك الأمر، مسألة زيادة الرقعة الزراعية التي نحن في أمس الحاجة لتوسعتها بأقصى طاقة ممكنة، خاصة في ظل توافر التقنيات الحديثة في الري، والحرث، وغيرها من الأساليب ذات الصلة بالعمل الزراعي، فهو من ناحية يسهم في تعزيز الأمن الغذائي، ومن ناحية أخرى يساعد على توفير السلع والمواد الغذائية في الأسواق وتصدير الفائض منها للخارج، وتحقيق عوائد اقتصادية إيجابية.
إننا نناشد المسؤولين من خلال هذه النافذة، لإعداد خطط وبرامج عمل تضمن التوسع في الرقعة الزراعية، وفي القلب منها التوسع في استزراع النباتات العطرية، باعتبارها مصدرا اقتصاديا وتنمويا كبيرا.