علي بن بدر البوسعيدي
مقالي لهذا الأسبوع مختلف قليلاً عمَّا اعتدت الكتابة فيه من هموم المواطن وتحديات الوطن؛ إذ سأسعى خلال السطور التالية أن أصف مكانًا زرته الأسبوع الماضي، وهو المستشفى العسكري، وبالتحديد قسم العيون الذي يتميز بمساحته الكبيرة، وتميزه بأعلى مستوى من التنظيم والجودة.
فقد ذهبتُ إلى المستشفى العسكري رفقة أخي وصديقي الكاتب خلفان الطوقي، للقيام بإجراء طبي في العين، والحقيقة أنني منذ أن وضعت قدماي في هذا الصرح الطبي العملاق، شعرتُ بالارتياح الشديد، وعزز من هذا الشعور مستوى النظام الكبير جداً، وكفاءة ومهنية كل العاملين في هذا المستشفى الكبير. تلمست في كل فرد الخبرة والكفاءة العالية، والابتسامة الصادقة، التي رغم الكمامات التي يضعونها إلا أنها كانت جلية للغاية، فابتسامة العيون أعمق دلالة من ابتسامة الوجه، كما إن حرصهم على توضيح كل خطوة وكل إجراء وشرحه شرحاً وافياً، ساعدني في فهم أبعاد الموضوع، وتيقنت أنني بإذن الله تعالى وبفضل هؤلاء المهرة، سأتعافى من أي مشكلة أعاني منها، وقد كان، ولله الفضل والمنة.
التقيت نخبة من الأطباء ومساعديهم والأطقم الطبية من العمانيين، وكم أسعدني هذا المشهد، فكفاءة المواطن تتجلى يومًا بعد الآخر في كل مجالات الحياة، تحدثت إليهم وتحدثوا إليّ، وخضنا في كل التفاصيل التي أودُ التعرف عليها. وقد قابلتُ العقيد طبيب راشد السعيدي، طبيب العيون الذي بلغت شهرته الآفاق، فهو معروف عنه دقته وخبراته الكبيرة في مجال أمراض العيون وضعف النظر، رجل كريم صاحب ابتسامة بشوشة لا تفارق مُحياه، لا يتركك دون أن يشرح لك أي معلومة تريد معرفتها، فهو بإذن الله تعالى يكرس خبراته من أجل أن يخرج المرضى من عنده وهم يتمتعون بنعمة البصر، وظني أن ذلك بفضل البصيرة التي يتمتع بها هذا الرجل النبيل.
ما أبهرني حقيقة أيضاً، هو ما رأيته بأم عيني في هذا الصرح الطبي الشامل والمتكامل، والذي تشرف عليه واحدة من أقوى مؤسسات الدولة، فهو المستشفى الذي تديره القوات المسلحة، قلب الوطن النابض، وهي المؤسسة العسكرية التي تتشرف بحماية الوطن والذود عن حياضه، ولذلك يأتي هذا المستشفى ليكون لبنة رئيسية في منظومة توفير الخدمات لمنتسبي هذه المؤسسة الوطنية العريقة ولعائلاتهم.
فوجئت خلال زيارتي، بما أخبرني به العقيد طبيب راشد، وهو أن هذا الصرح العملاق يضم مصنعاً وطنياً لصناعة أجزاء من العين، وعندما سألته عن نسبة نجاح هذا النوع من العمليات، أشار بالإيجاب وأن النسب بفضل الله مرتفعة، ولمزيد من التوضيح قادنا إلى مكان يضم نماذج من العين وأجزائها، وهنا أصابني الذهول لروعة ودقة واحترافية ما رأيتُ!
أعتقد أن هناك عمل كبير ومضنٍ يقوم به المسؤولون في وزارة الدفاع، لا سيما في المستشفى العسكري، وخاصة عيادة العيون، كما إن مباني المستشفى بشكل عام، ذات تصميم رائع.
يبقى فقط أن أشير إلى أن مهندسين عمانيين، قاموا بالاشتراك مع الشركة التي أنشأت هذا المستشفى، وهو ما أضفى الكفاءة على تصميم هذا المبنى العملاق، وعبر هذا المقال أودُ أن أتقدم بخالص عبارات الشكر والتقدير على ما يوليه صاحب السُّمو السيد شهاب بن طارق بن تيمور آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، من اهتمام خاص وكبير بكل ما يتعلق بالمؤسسة العسكرية، ومن بينها هذا المستشفى الكبير، وكل الشكر والتقدير أيضاً إلى الأطباء والممرضين والإداريين في هذا الصرح الوطني المُشرّف.