شموع تحترق ونورها مضيء

أسماء بنت جمعة المخينية

lulumfz99@gmail.com

إلى متى توجد وظيفة من وهَم؟ الإجابة: لا يعلمون، ومتى ستنتهي مأساة سنين وسنين الانتظار؟ الإجابة: حتى إشعار آخر.

هذا هو حال الباحثين عن الأمل الباحثين عن حياتهم في حقيبة المسؤولين وأصحاب الأقلام التي تكتب ما تشاء، وتمحو ما تشاء، وتأمر بما تشاء ولا تنظر إلا لما تشاء ..شاخت القلوب وتعبت الأفواه وتورمت الأقدام وبلغت الأحلام عتيا، الألف والألوف المؤلفة والكواكب المتنوعة تدور حول الأمل المفقود، وتخذلها الطلبات المعجزة، وترهقها الوساطة التي لا يملكها إلا القليل .

والمحزن حقيقة والمؤسف ما نقرأه في كتابات عدد من الشباب عن مأساتهم في البحث عن الأمل وما تنشره بعض مواقع التواصل الاجتماعي لدموع أشخاص ضاقت بهم السبل، وقلت بهم الحيل، وأوضاع عجيبة من أصحاب الأقلام الذين لا ينظرون لحال محتاج ولا يراعون طلب سائل، ولا ينتبهون لإرهاق متقدم لحاجة ومعونة .

 ياالله ما هذا الحال الذي نحن فيه والذي وصلنا إليه، وإلى متى؟! فعلامات الساعة فوق رؤوسنا ونهاية الدنيا باتت قريبة.

أيها القراء الأعزاء.. بالله عليكم في أي حياة نحن، وفي أي زمن وفي أي وقت؟ أحيانا أفكر في هذا الوضع وهذه المآسي وهذه الحلقة المفقودة، وكأن ثمة شيئا يوحد أقدار هؤلاء البائسين.

وأتساءل: هل هو نصيب وقدر، أو أن ما يحدث هو من ظلم البشر.

وأننا نؤمن بأنَّ الإنسان لن يرحل من هذه الدنيا إلا وقد استوفى كل ما قدّره الله تعالى له، من خير وشر ورزق وعمل وحياة وممات ومرض وسقم وصحة وعافية، وأن ما يحدث قدر مقدر وحكمة الله سبحانه وتعالى، ولكن من يقين قلبي أقول إن الله تعالى ينظر ويختبر أولئك الذين أعطاهم وسخر لهم الإمكانيات ورزقهم الرزق الوفير، الذين جعلهم خلفاءه في الأرض وهذا يعيدني إلى قوله تعالى "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ".

فالله أراد من أصحاب النفوذ المادي والقوة المتمنكة في توفير الوظائف وإعانة الباحثين والبحث عن الأمل أن يحققوا عدالته وينصروا الضعفاء والمساكين والمستحقين ويعطوا كل ذي حق حقه من أعمال وأشغال تعينهم على كبح الحياة، ومتطلبات الزمن كما إن للدولة حقوق في أن يخدمها أبناؤها الذين ولدوا ولم يعرفوا شيئاً فتعلموا واجتهدوا كما تعلم واجتهد الباحثون عن الأمل والذين لو أتتهم الفرصة لكانوا أكفأ وأفضل وأصدق، وأنهم أهل ثقة يملكون الانتماء الصادق لتحقيق المنجزات والتطورات الحياتية والوطنية، وليساهموا إسهاما فاعلا في تنمية الاقتصاد الوطني لترقى بلادهم وليعيشوا عيشة هنيئة يستحقونها ويستحقها من هم في رعايتهم.

يكفينا فخراً أن قلنا رغم قلوبهم المحترقة ويأسهم الخافي وآلامهم القاتلة وقوة صبرهم، إلا أنهم شموع يضيء نورها فما زالوا يمدون يد الرجاء إلى الله سبحانه وتعالى في أن يفتح لهم مفاتيح الخير ويرزقهم من حيث لا يحتسبون ولن يصمتوا عن المطالبة بحقوقهم والحصول على وظائف وأعمال تؤمن لهم حياة سعيدة شرعتها الواجبات الوطنية لكل مواطن ناضل وجاهد وكافح ونال شهادته الجامعية ليكون صاحب هدف وبصمة وعمران ذاتي ووطني يحقق له أمنياته وأحلامه ويزدهر بطموحاته المتميزة دائماً وما ذلك على الله ببعيد.

تعليق عبر الفيس بوك